تم إستلام الرسالة

أمسك بهاتفه المحمول برفق وبدأ يقلب الرسائل على مهل 
عاد بالتاريخ الى العام 2008 وبالتحديد في اليوم الرابع والعشرون من أكتوبر 
كان هذا هو العام واليوم الذي تقابلا فيه والذي بدأت فيه قصة حبهما 
كم يحب هذا الهاتف 
فقد لعب دورا أساسياً ورئيسياً في ذلك الحب الذي أبداً لم يرى النور إلا عندما كانت تضئ شاشة التليفون ويصدر نغمته المتقطعة القصير معلناً وصول رسالة جديدة من حبيبته
كان قلبه يرقص مع إهتزازات الهاتف
ومن أزراره التي يبدأ في مداعبتها برفق
 يبث لها حبه وأشواقه ومشاعره 
وكان دائماً ينتظر لثوان بعد إرسال رسالته ليتأكد من وصولها حيث يعطيه الهاتف تنبهاً كأنما يطمئنه "تم إستلام الرسالة"
بالوقت 

والتاريخ
ويكاد يرى وقتها حمرة الخجل في وجنتيها وإنتساماتها وهي تقرأ رسالته 
هو أيضاً كان يبتسم وهو يقرأ رسالتها 
ذابا في حبهما حتى النخاع
لم يخلو الأمر من الأوقات الصعبة والخلافات والصراعات
تشاجرا وتصالحا 
تعاتبا وإختلفا
كانت تغار عليه بجنون من كل ما قد يشغله عنها
حتى من أصدقائه 
لكم عاتبته لأنه لم يرسل لها رسالة الصباح
أرسلت له قائلة  "لا يبدأ يومي بدونها هي شئ بسيط أحبه لا تحرمني منه"
حينما لم يرد عليها سألته بجدية لا تخلو من عناد الأطفال "هل هناك أحد غيري ؟؟"
وعندما أجابها بالنفي قالت له "أنا متأكده لا تحاول خداعي"
يتصاعد الأمر بينهما حتى يصل للشجار وقد تعلو أصواتهما 
ولكن كل شئ ينتهي حينما يضمها برقة هامساً في أذنها "أنا أحبك...لا أرى إمرأة غيرك"
كانت تذوب بين ذراعيه 
كانت تعلم أنها لن تظل بينهما طويلاً
ستفقدهما يوماً ما 
كلاهما يعلم هذا
سيفترقا
تسأله "هل ستظل تذكرني؟"
فيجيبها "وكيف لي أن أنساكي وأنت أحب إنسانة إلى قلبي"
ترد عليه بطفولة ودلال "كذاب ...إذا كنت كذلك لماذا تتركني وحدي وتنشغل عني؟ :( "
فيجيبها "حتى وإن إنشغلت عنك تبقي دائماً في قلبي وبالي :)"
إشتد بينهما الخصام يوماً فأرسلت إليه "أعلم أنني أصبحت عبئاً ثقيلاً عليك ...إتركني إن أردت ولكن لا تتجاهلني بهذا الشكل"
رد عليها غاضباً "ألن تتوقفي عن هذا العبث؟؟!! قلت لك فقط أريد أن أختلي بنفسي"
أجابته باكية "لم تعد تحبني :'( أنت تريدني أن أرحل وتنساني"
فرد عليها "هل تمانعين في أن أضمك؟ :)"

وذابت مرة أخرى
كل هذه الأحاسيس كانت تخرج في هيئة كلمات على شاشة الهاتف
حتى القبلات والأشواق 
تبادلاها من خلاله
يرسل لها زهرة (F)
فترد عليه بإبتسامة وقبلة (k) :)
يضحكان :D

ويبكيان :'(
يغازلها ;)
وتداعبه :p
وبعد كل رسالة يرسلها لها كان ينتظر ذلك التأكيد والتنبيه
"تم إستلام الرسالة" 

بدأ هذه المرة كتابة رسالته بشكل أبطأ 
بدا ضعيفاً هزيلاً وبدت نظراته زائغة بعض الشئ
جلس حيث إعتاد الجلوس وهو يحادثها 
كانت أصابعه تهبط ثقيلة على الهاتف ولكن بتأن شديد
وكتب رسالته 
"قيمة أي شئ وقدره .... هو العمر الذي تفنيه من أجله"
و كالعادة جاءه التنبيه
"تم إستلام الرسالة" 
ورأى نفس حمرة الخجل على وجنتيها ولكن هذه المرة دونما إبتسامة  
ولم يراها أبداً مرة أخرى

زاغ بصرة
أغمضت عينيه

وسقط الهاتف من يده
وبقيت على شاشته
الوقت 06:00 م
والتاريخ 24 -10 - 2030