يوميات المتظاهر الصغير الجزء السابع




كما ذكرت سابقاً ان أحدى العادات الروتينية لي هي بداية يومي بتصفح الأخبار على الأنترنت
ولكن لم تكن هذه هي العادة الوحيدة فقد كان من عاداتي أيضاً بعد قراءة الخبر أن أتصفح التعليقات على الخبر
وأحيانا ما كنت أتصفح بعض الأخبار التافهه أو غير المجدية أو مهمه فقط بغرض قراءة التعليقات
ومن ضمن ملاحظاتي على تعليقات القراء بصفة عامة على الأخبار ما يلي:
· أخبار الكرة و الرياضة تحظى دائما بلقب "الأعلى قراءة" خاصة إذا كان هناك حدث كروي هام خاصة إذا كان هذا الحدث يتعلق بمرتب أحد اللاعبين أو إنتقاله من ناد إلى أخر
· تلى الأخبار الرياضية في الأهمية دائماً الأخبار الطائفية من عينة "مسلم و مسيحي إتخانقوا" أو "مسلم حب بنت مسيحية أو العكس وأهلهم مسكوا في بعض" من الأخر أي حاجه فيها مسلم و مسيحي أو يهودي تكسب
· مسار التعليقات عادة ما يبدأ هادئ ثم يتحول إلى التشكيك ثم إلى نظرية مؤامرة ثم إلى ديني ثم طائفي و في الأخر كله بيمسك في بعضه (سيتم التوضيح لاحقاً)
· لا يخلو التعليق على أي خبر أياً كان نوعه أو وصفه أو تصنيفه من عبارة "حسبنا الله و نعم الوكيل"
· هناك دائما شخص يحمل إسم مستعار معروف من قراء الموقع نتيجة لكثرة تعليقاته يخضع عمليات و محاولات مسنميته لكشف هويته أو إتجاهاته (بغض النظر عن الخبر برضه)
ولكن الحالة العامة  الصفه الواضحة التي يمكن أن نطلقها على التعليقات هي ان محدش متفق مع التاني ولا حد طايق التاني
و كمية الأفكار اللي كنت بواجهها و تشعبها و تطرفها في بعض الأحيان كان حاجة تخض
إزاي إحنا مختلفين كده
وللدرجة دي صعب نتفق على حاجة


وإليكم فاصل من التعليقات التي جاءت على إحدى الأخبار اللي مالهاش لازمة
الخبر كان بيقول إن "إبنة هيلاري و بيل كلينتون تزوجت من محاسب امريكي يعمل ببنك و يدين بالديانة اليهودية"


التعليق الأول من أحمد (هادئ) : طب وإحنا مالنا
التعليق الثاني من تامر (هادئ): ألف مبروك للعروسين
التعليق الثالث من مواطن (تشكيك) : أنتم مبتنشروش تعليقاتي ليه هي إدارة الموقع بتعدي التعليقات اللي على مزاجها
التعليق الرابع سهام (هادئ) : فستانها حلو قوي
التعليق الخامس تيمو (بيظبط) : سهام ممكن أقابلك عالشات ارائك بتعجبني قوي
التعليق السادس أبو عبد الله :حسبي الله و نعم الوكيل (ديني متكر و يصعب تصنيفه)
التعليق السابع حماده هاكرز : الصورة دي متركبة
التعليق الثامن النسر : طبعا متجوزه واحد يهودي عشان أسيادها الإسرائليون يرضوا عليها (نظرية مؤامرة)
التعليق التاسع الفيومي: هيلاري و بيل كلينتون أصلاً يهود مش مسيحيين (تشكيك مختلط بنظرية مؤامرة)
التعليق العاشر نصر الإسلام : "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" هذه الزيجة مؤامرة على الإسلام (ديني و نظرية مؤامرة)
التعليق الحادي عشر مايكل : مالك و مال النصارى دول أسيادك أنت و أهلك كلهم
التعليق الثاني عشر سوسو (هي هي سهام بس متخفية عشان تيمو يعرف يظبطها) : soso_hot _love _4u@hotmail.com
التعليق الثلث عشر الرايق:مشكووووووووووووووووووووووووووور
التعليق الرابع عشر مصري جدا: يا جماعة المسلمين و المسيحين إخوة طول عمرهم 
التعليق الخامس عشر أبو عبد الرحمن :حسبي الله و نعم الوكيل (ديني متكرر)
التعليق السادس عشر نصر الإسلام :المسلمين هما اللي أسيادك و إنشاء الله هنطهر البلد منكم و من أثالكم يا أتباع اليهود
التعليق الثامن عشر نيازي :(التعليق طويل قوي مش هينفع أكتبه بس هو كان بيحاول يثبت أن بنت كلينتون غير شرعية و إن جوزها ده ليه أصول عربية و إن الأتنين متجزوش أصلاً)
التعليق التاسع عشر ابراهيم الطاير: إشمعنى الموقع نشر الخبر ده دلوقتي بالذات (نظرية مؤامرة)
التعليق العشرين توفيق : البلد بتولع من الفساد و الناس مش لاقيه تاكل وانتوا قاعدين تقولولي فستان و جواز بلد وسخة


معلومة حقيقية :عدد التعليقات على هذا الخبر وصلت ل 850 تعليق
وهذا هو الحال في كل خبر
وكان هذا الأمر يتعارض بشده مع حقيقة ما حدث يوم الجمعه 28 يناير جمعة الغضب
فكيف أستطاع كل هؤلاء البشر أن يتفقوا على شئ واحد
رغم أننا كنا مختلفين تمام الإختلاف
لا نتفق على شئٍ واحد ابداً
ولكن ولعلها فرصة جيده الأن ان أتقدم بجزيل الشكر و أفضل مشاعر الإمتنان لكل الساده المسئولين و القائمين على الأمن في مصر 
وخاصة أولئك الذين قرروا أن قطع اتصالات يوم 28 يناير هو الحل الأمثل لتقليل الأعداد
ده ايه النباهه و العبقرية اللي انتوا فيها دي !!!
هو محدش من الناس دي فكر ان الموضوع ده هيؤدي لحاجتين أي واحده منهم كفيله بأنها تنزل المصريين كلهم في الشارع؟؟!!
الحاجة الأولانيه هي ان قطع الإتصالات و الإنترنت أمر مستفز جداً بالنسبه لكل الناس
و الحاجه التانيه هي أن اللي مكانش بينزل و كان بيتابع من البيت نزل عشان يتفرج
ماهو قاعد فاضي و مش شايف حاجه بقى
لاشك أن توجيهات الرئيس مبارك كانت سبباً اساسيا و رئيسيا في نجاح هذه الثورة
ايوه يا جماعه ارجوكم بلاش نكون ناكرين للجميل
الراجل بصراحه عمل كام موقف خلال الثورة كانوا سبب رئيسي في نجاحها و استمرارها 
اولهم كان موضوع قطع الإتصالات و الباقيين هنقولهم واحده واحده واحنا ماشيين في الأجزاء اللي جايه (مالكم اتضايقتم كده ليه لما قلت في أجزاء جايه؟؟؟ايوه اليوميات اصلاً 599 جزء ماهو مهند مش أحسن مني في حاجه)
المهم عادي انا قمت من النوم يوم الجمعه عندي مظاهرات (مانا بقيت متعود بقى من يوم 25) 
بس اليوم ده كنت مش متأكد 
يا ترى العدد هيبقى كبير ولا الناس هتخاف
أنا جالي حوالي 3 مكالمات تليفون إمبارح من ناس ليهم قرايب في أمن الدوله و حذروني من النزول
طيب هي حركة قطع الإتصالاات و الإنترنت دي هتخلى الناس تنزل ولا هيخافوا؟ 
طيب الناس عارفه هتتجمع فين و مظبطه نفسها ولا لأ؟
صراحه مكنتش عارف
صحيت بدري الساعه 9 و نص كده ....أخدت عربيتي و أخدت جوله في البلد 
رحت ميدان التحرير و جامع مصطفى محمود في المهندسين (نقطة إنطلاقي) و جامع الإستقامة في الجيزة (نقطة إنطلاق البرادعي و محدش أحسن من حد)
كل شئ كان هااااااااادي جداً
هادي بس مش طبيعي
هادي زياده عن اللزوم
و طبعاً كان في كمية عساكر و ضباط أكتر من اللي كانوا على الجبهة في حرب أكتوبر 1973
و المخبرين ربنا يحرسهم لشبابهم منطورين في كل حته و اللي يعجبك فيهم ان كل واحد فيهم فاكر نفسه "سري" وهو عينه وجزمته الجلد السوده ام بوز على البنطلون الجينز الأزرق البهتان هينطقوا و يقولوا امسك مخبر
رجعت البيت تاني وانا لسه شاكك ايه الهدوء ده
مش منظر يوم مظاهرات خالص
والناس أكيد هتخاف من منظر الضباط دول كلهم
· انزل؟ولا مانزلش؟
· طيب بص انت تروح تصلي في مصطفى محمود عادي هي الصلاة حرام؟
· مانت المره اللي فاتت قولتلي ننزل بس نقف من بعيد و بتاع وفي ثانيه لقيتك جوه كوردون الأمن وعمال تهتفلي "يسقط يسقط حسني مبارك" عامللي فيها زعيم ثوري وانت لو اتمسكت اصلاً مش هتلاقي حتى حد تعترف عليه
· بقولك ايه من الأخر هتقدر تقعد في البيت و الدنيا مولعه تحت......لو قبلتها على نفسك ماتجيش تشتكي من حاجه بعد كده
· خلاص خلاص ياعم هتودينا في داهيه انت......اتفضل قدامي وماتنساش ازازة الخل و البصل و البيبسي
· يا عم واحنا نازلين نعمل طبق فول
انتهى الحوار القائم بيني و بين نفسي على مدخل العماره و بدات التوجه للمرة الثانية لنقطة الإنطلاق
"مصطفى محمود"
وانا ماشي كنت عمال اتلفت يمين وشمال
وكل ما أشوف واحد ماشي في إتجاه مصطفى محمود اقعد ابحلق فيه قوي ويبقى نفسي أسأله
"مظاهرات يا كابتن؟"


وصلت المسجد ودخلت بدري شويه و كان الجامع كله محاط بعساكر الأمن المركزي
المهم بدأت الخطبه
وبصراحه الخطيب ده كان في موقف لا يحسد عليه
يا إما ينافق و يخسر دينه ومكانته كإمام لمسجد كبير زي مسجد مصطفى محمود
يا يقول الحقيقه و مايروحش بيتهم النهارده
وطبعا ده اتضغط عليه للصبح قبل الخطبه
بس بصراحه الخطيب كان عبقري 
وكانت من أجمل الخطب التي حضرتها في حياتي
و كان ملخص الخطبه كالأتي:
"لقد ظللنا لثلاثون عاماً نقلل من قيمة هذا الشباب
وقلنا عنه أنه شباب سطحي و مهمش 
والحقيقة أننا نحن من سطحناه و نحن من همشناه
لقد اثبت لنا هذا الشباب وعيه و إدراكه لحقيقة الموقف حوله
لقد رفض هذا الشباب أن يحصل على مطالب غير مشروعه وإن كانت سهله في هذا الزمان ورفض كل الشهوات التي تحيط به من كل ناحية
وقرر أن يخرج ليطالب بحقوقه المشروعه بطريقة سلمية و إن عرض حياته للخطر
لقد رفض هذا الشباب ما حرم الله و إن كان سهلاً و طلب ماأحله الله وإن كان صعباً
ونحن إزاء هذا الموقف لانملك سوى أن نحمي هذا الشباب و نعطيه حقه كاملاً في التعبير عن رايه و نحافظ عليه
و على صعيد أخر أخاطب الشباب و أقول لهم حافظوا على هذا البلد ولا تخربوه و إلتزموا بسلميتكم التي كانت دائماً عنواناً لمطالبكم
اقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم "
و بدأ في الدعاء
ولكن وأثناء هذا الخطاب بدأت أجد إجابة تساؤلي "الناس هتنزل ولا هتخاف؟"
و الإجابة كانت في صورة تصفيق شديد في عدة مقاطع في هذه الخطبه من المصلين
وبصراحه اول مره الناس تصقف اتبسط قوي و هدييييييييييييت وكأن حد دلق على قلبي كباية تلج
انا مكنتش مهتم ننجح ولا نفشل
بس كنت مهتم اننا نطلع و نتظاهر و نعبر عن رأينا الحقيقي
الراي اللي مش بيقولوه في التلفزيونات
الرأي اللي لما بنركب جنب أي سواق تاكسي بنسمعه منه
لكن عمرنا ما سمعناه في جورنال و لا برنامج ولا فيلم
ولو سمعناه كنا تاني يوم بنسمع خبر اللي قال الراي ده


"السلام عليكم ورحمة الله......السلام عليكم ورحمة الله"


"ياحريه فينك فينك......حسني مبارك بيننا و بينك"


"ياأهالينا يا أهالينا......يا اهالينا انضموا لينا"


"عللي و عللي وعللي الصوت.....اللي هيهتف مش هيموت"


"حريه ....حريه....حريه"
"حسني مبارك ...باااطل......وجمال مبارك باااطل....سوزان مبارك.....بااطل....الحزب الوطني.....باااطل......لجنة سياسات....بااطل .....والحريات ...... باااطل "


أنطلقت الهتافات من كل إتجاه ترج أرجاء حي المهندسين الهادئ
والمشهد اليوم يختلف عن مشهد يوم 25 يناير
فالمشهد اليوم يحتوي على كل الطوائف و الأعمار
شباب، رجال ،أطفال ،نساء ،فتيات حتى الأطفال
أسر بأكملها كانت تسير في مظاهرات جمعة الغضب


اليوم ده كان من أغرب أيام حياتي 
مش بس عشان اللي حصل فيه كان أمر إستثنائي و غير تقليدي 
ولكن عشان اليوم ده غير مفاهيم كتير في ذهني
فكان غريب قوي اني اشوف شباب من اللي بنقول عليهم شباب النواصي و الديسكوهات
كان غريب أني أشوف دول وسطنا
بنات يمكن تفتكر من شكلها ان كل همها اللبس و الموضه و الميك أب
كانوا وسطنا
ناس كتير شكلهم كان لا يوحي ابدا ان ليهم أي إهتمامات سياسية او ان ليهم أي إهتمامات اصلاً كانوا معانا في اليوم ده
ولما شفت الناس دي افتكرت اللي عمله أحمد "صديقي المتهور" يوم الأربع بالليل لما كنا بنلف في التحرير وعند نقابة الصحافيين (راجع يوميات المتظاهر الصغير الجزء السادس)
بعد ما خلصنا فوجئت بأحمد بيقوللي 
· "تخش سينما"؟
· سينما ؟؟؟!!!!!!سينما ايه يابني في الأجواء دي؟؟؟
· ايه المشكله إحنا دلوقتي مش هنعمل حاجه وخلاص الواضح ان إحنا دورنا هيبدأ من يوم الجمعه تعالى ندخل سينما
· يا أحمد مش هينفع
· يابني اسمع الكلام بس هنخش 365 يوم سعاده
· كمان 365 يوم سعادة .....هة إحنا لاقيين يوم واحد لما هنخش 365يوم ؟؟؟
· خلص هتيجي ولا لأ؟
· لأ طبعاً
و مشي أحمد و دخل السينما فعلاً وانا راسي إتقلبت على شكل علامة تعجب زي أفلام الكارتون
واستحوذ الموضوع ده على تفكيري جزء كبير من الليله دي
بس لما فكرت شويه لقيت ان مفيش مشكله
بالعكس
ده من إبداعات هذا الجيل هو خلط الجد بالهزار
بنقدر نشتغل وإحنا بنضحك
تناقضتنا على اد ما ليها عيوب لكن برضه ليها مميزات
كوني أضحك لايعني انني لا أعرف طعم البكاء
وكوني أستمتع بحياتي لا يعني انني لا أدرك معاناة الأخرين
وكوني اقتطع من حياتي بعض الوقت للهو لايعني ان حياتي لا جدية فيها
وكوني أمرح لا يعني انني غير منشغل بقضية
هذه هي سمة هذا الجيل 
وعلينا جميعاً ان ندرك هذا جيداً
فهذا الجيل إستطاع بأبسط الأدوات أن يصنع ثورة من أعظم الثورات


وهنروح بعيد ليه
هو مش جيل السبعينات اللي كان بيسمع البيتلز و بيلبس البنطلونات الشارل ستون على القمصان المشجره و بيربي سوالفه و شعره  (راجع أفلام السبعينات) هو هو جيل حرب أكتوبر اللي حارب إسرائيل و أنتصر عليها


نرجع لميدان مصطفى محمود أو شارع البطل أحمد عبد العزيز حيث تحركت المظاهرة 
الهتافات كانت عماله تعلى و تعلى
وعدد الناس بيزيد و يزيد
ناس على إمتداد البصر أمامي و خلفي
أعداد لم أراها من قبل ولا حتى في ماتشات الكوره
من عظمة الموقف بدأت في البكاء
و الله ما أعرف أنا كنت بأبكي من السعاده ولا من الندم على كل كلمة غلط اتقالت في حق الشعب ده
لما كنا بننادي على الناس اللي في البلكونات عشان ينزلوا كان كل واحد بيشاور على السبب اللي مانعه
اللي يرفع بنته الصغيره و اللي عاجز و يرفعلنا العكاز بتاعه
كل الناس بتحيينا
كل الناس فرحانه باللي بيحصل
الشعب المصري قرر أن يتحدى ثلاثون عاماً من الذل و الفقر و التغييب و كبت الحريات.....وعلى المسئولين عن كل ذلك أن يتحملوا
استمرت المظاهره في طريقها
نفس الطريق اللي سلكناه يوم الثلاثاء لكن هذه المره بأعداد غفيرة
وهذه المره أيضاً الأمن لن يكون اليفاً و مستأنساً كما كان في المره السابقه
فما لبثنا ان نقترب من ميدان الدقي حتى بدأت أشتم رائحة قنابل الغاز المسيل للدموع في انفي
على الفور اتجهت لأقرب كشك 
"اديني ازازة كوكا 2 لتر لو سمحت"
التعليمات من الأخوه التوانسه كانت واضحه و صريحه
1. زجاجة الكوكاكولا و الخل و الكمامات لمواجهة قنابل الدخان
2. الجاكت الجلد للحماية من الرصاص المطاطي
3. ولو انت قلبك قاعد و مابيهمكش يبقى معاك كمان زجاجة الإسبراي الإسود عشان ترشها على زجاج المدرعات فتعمي البعدا اللي بيسوقوها
طبعا أنا جبت معايا رقم 1 و 2 و ماليش اي علاقة برقم 3 


أثناء سيري في المظاهرة كان كل شويه تطلع لي حاجه تأكدلي اننا هننجح
أولها العدد 
وتاني حاجه الإصرار اللي كان عند الناس و إختراقهم للأمن اللي ماكانش عارف يعمل ايه قدام الأعداد دي كلها
تالت حاجه كانت اني كل شويه كنت بقابل حد أعرفه بالصدفه
و كل الناس دي كانت مختلفة في معتقادتها و اتجاهتها
صديق من أيام الدراسة....
واحد صاحبي من النادي....
واحد بيصلي جنبي في المنطقه....
وقابلت راجل عجوز من جيراني و معاه إبنه....
و بالطبع في ذلك اليوم قابلت صديقي المتهور الذي كان على وشك أن يحملوه على الأعناق من شدة الهتاف و الحماسه
"اللي يشوفه كده مايشوفوش وهو رايح سينما!!!"




ووصلنا إلى ميدان الجلاء و نحن على هذه الحالة و بدأنا في الإقتراب من كوبري قصر النيل


لكن الدهشه و المفاجأة حصلت لما قابلت شخص معين 
أخر شخص توقعت إني أقابله في المكان و في اليوم ده



بتحب مين؟

مسكت قلمي اكتب كلمتين
كتبت بحب
سكت قلمي و قاللي طب بتحب مين

بحب ابويا و امي يا اخي زيي زي كل البني ادمين
و بحب بلد انا عايش فيها من سنين
ماشى برضه مقلتلييش بتحب مين
بحب صاحبي اصله جدع معايا وبجد انسان امين
و بحب كلمه كتبتها لما ارجع و افتكرها بعد يوم او يومين
برضه تاني هسألك بتحب مين
بحب واحده 
بحب واحده مش زي كل البني ادمييين
بحبها اوي و كل ما ابعد عنها ياخدني الحنين
ده انا حتى كل ما اجي اوصفها اتوه وسط الكلام الجميل
رقتها وجمالها و شقاوتها حاجه تطير العقل السليم
ولا قلبها.....اه من قلبها لما يدق دقتين
تنسيك الدنيا و الناس و الوجع و الأنين
اما ابتسامتها بقى فهى دوايا من حزن السنين
ولا....ولا....ولا
بس بس بس 
دلوقتي بس عرفت لما مسكت القلم و كتبت بحب 
كان قصدي اقول بحب مين