سلامة .....أنا هنا يا سلامة (أنظر يا عم سولامة يا أعمى)

بدأت أول تجاربي في العمل العام أثناء فترة الجامعه حيثقمنا بتشكيل مجموعة تؤدي عملها على هامش أحدى الأنشطة الطلابية بهدف الخدمة المجتمعية والتنمية البشرية في للمناطق الفقيرة
وكانت أول مشاريعنا البسيطة هي المتابعة الدراسية لبعض الطلاب في إحدى ملاجئ الأيتام "الحكومية" (وما أدراك ما ملاجئ الأيتام الحكومية)
وخلال هذه الفترة قمنا بعمل مجموعة من الأنشطة المختلفة مع الكثير من الجمعيات الخيرية وكان الهدف هو تغيير فكر الأعمال الخيرية من فكرة دفع الأموال لإشباع بعض الحاجات الوقتية إلى تحويل العمل الخيري إلى عمل تنموي يعود بالنفع بشكل مستمر على فرد أو منطقة وهذا دائماً ما يسمح بفتح أفاق جديدة من العمل الخيري أشمل من فكرة التبرعات التي تتوقف عند دفع أموال سرعان ما تنتهي وتظل المشكلة الأساسية قائمة
راودتني هذه الذكريات أثناء إستماعي لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يتساءل "أين الشباب؟؟!"
الواقع سيادة الرئيس لا أدري إن كنت تتابع حالة البلد في أي أزمة أم لا ولكن معظم أزمات الوطن الذي تحكمه  يتم حلها بجهود شبابية بحتة  وخالصة
فزيارة قصيرة من سيادتكم لأحدى الجمعيات الخيرية أو دور الرعاية والمنظمات الخيرية الكبيرة مثل "رسالة" و "دار الأورمان" و "بنك الطعام" وغيرها ستجد أن معظم المشاركين والقائمين على جمع التبرعات والأفكار المبتكرة لتقديم المساعدات هم من الشباب
وزيارة ميدانية من سيادتكم لوقع أي مكان منكوب على أرض الوطن ستجد من يقومون بمحاولة إغاثته شباب
 لا يفوتني مشهد منطقة وكالة البلح في الشتاء الماضي حينما أمتلأت المنطقة عن أخرها بمجموعات  لشراء البطاطين لمنحها للفقراء ممن ليس لهم سكن أو مأوى في هذا البرد القارس وكان القائمون على هذا العمل كالعادة (شباب)

هناك حملة الأن اسمها "coloring grey city " تقوم بتلوين الكباري والسلام لتغيير المنظر الرمادي القبيح للعاصمة القائمون عليها أيضاً هم (شباب) كلية فنون جميلة

يتم تنظيم رحلات زهيدة الثمن لتنشيط السياحة الداخلية عن طريق Facebook عن طريق مجموعات (شبابية)

فكرة بسيطة قام بها "علي رافع" مؤسس تطبيق "بيقوللك" الذي نستخدمة جميعاً الأن لمواجهة الإزدحام المروري الذي تقف أمامه الدولة عاجزة حتى عن تقديم أفكار بسيطة مماثلة كذلك التطبيق وصدق أو لا تصدق "على رافع" هو أيضاً من (الشباب)

حملة "ضد التحرش" تلك الحملة التي كانت أول من تحدث علانية عن ظاهرة التحرش  المتفشية في المجتمع وأول من بدأ يبتكر الوسائل والطرق لمحاربتها والتوعية ضدها القائمين عليها وأصحاب الفكرة هم وياللعجب من (الشباب)

ولولا ضيق المساحة لعددت لسيادتكم أكثر من 1000 مبادرة وفكرة شبابية
ولا أخفيكم قولاً بأن بعضها بل ومعظمها يصطدم بالحكومة والبيروقراطية والفساد وأحياناً بالشرطة مما يعرقلة عن أداء عملاً هو أصلاً غير منوطٍ به وإنما  يقوم به تعويضاً عن الدور الحكومي الغير موجود وإن وجد فهو سطحي وشكلي وهزيل
أعتقد أن الشباب هو من يجب أن يسألكم اليوم سيادة الرئيس والرؤساء السابقين (وأنتم في وضع مساّءلة )
أين أنتم من هذه الأزمات ؟؟ أين رجال الدولة والحكومة أصحاب الفخامة والمعالي؟ ما هو موقف الحكومة تجاه الأزمات والكوارث والمشاكل المزمنة التي تتعرض لها مصر ؟؟!
وإن لم تجد إجابة فيمكنك أن تسأل أحدى مكاتب الهجرة وسفارات بعض الدول الصديقة
(أين الشباب؟؟! )