من وراء حجاب

نخاف من الإسلاميين وأن تتحول بلادنا الى افغانستان جديدة
ونخاف من الليبراليين وان تتحول بلادنا الى دولة بلا قيم وأخلاق
ونخاف من العلمانيين وأن تصبح مصر بلا هوية أو مرجعية  دينية
ونخاف من الشباب إذا ما إحتلوا المناصب القيادية  أن يحيلوا الشيوخ الى المعاش
ونخاف من الشيوخ حين يحتلوا المناصب  القيادية أن تصبح وتيرة الزمن أسرع من وتيرتهم
أتفهم أن يخاف كل شخص من الشخص المخالف له في وجهة النظر أو الأيدلوجية او الجيل
ولكني لا استطيع أن اتفهم انه يخاف حتى أن يتحدث معه
لماذا دوماً ما نحدثهم "من وراء حجاب"
فتصبح النتيجة أننا نستمع لأشخاص لا يمثلون اي من الأفكار أو التيارات السابقة ثم نبني عليهم حكمنا الذي يكون بالطبع خاطئ
ونسمح أيضاً بتدخل من يحاول الوقيعة بين كل هذه الأطراف ليحقق سياسة فرق تسد
وكأن كل منا قد أتى من عالم أخر ولا توجد أي مشاكل مشتركة  بيننا
وكأننا لا نقف على ارض واحده نتنفس هواء واحد  لنواجه نفس المصير  
صديقي "المرعوب"
إذا كنت تخشى من الإخوان فإذهب وتكلم ستجدهم يسيرون بجوارك في الشوارع
وإذا كنت تخشى من السلفيين فحاول أن تصادق احداً منهم فستجده يجلس بجوارك في المواصلات
وإذا كنت مرعوب من من الليراليين  فلا يشترط أن تذهب لنادي ليلي لمقابلتهم فبعضهم يصلي بجوارك الجمعه بالمسجد
اما عن العلمانيين فأعتقد انك قد تجدهم أمامك أو خلفك وأنت تقف في إحدى طوابير المصالح الحكومية في غنتظار إستخراج شهادة ميلاد
تكلم معهم
وإبقى قول لي عملت إيه ؟

مرحلة إنتقالية أم فترة تأسيسية

لا شك أن جميعنا نقف الأن نراقب بكثير من الخوف والقلق المشهد السياسي المحيط بنا خصوصاً لشدة حساسية وتأزم الموقف في الأيام الأخيرة
فالشعب المصري كله بجميع طوائفه  لم يعتاد ان يمر بكل هذه التغيرات دفعة واحده
كما أنه لم يعتاد أيضاً أن ينتقل من خانة المفعول به لخانة الفاعل فجأة
يراقب و يرصد ويحتج ويقرر ويتابع
ففي الماضي كانت تهبط علينا التقارير الإقتصادية تتغنى بمدى الإزدهار الإقتصادي الذي تعيشه مصر ومعدلات النمو التاريخية التي نحققها
وعلى الصعيد السياسي  كانت أقلام الصحف الحكومية لا تكف عن الكتابة عن العملية الديموقراطية وتطورها في مصر ومدى التقدم الذي أحرزته في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك
ولست هنا بصدد تحليل هذه التقارير ومدى صدقها ولكن  حينئذ لم يكن يشغل المواطن المصري العادي ان يقرأ أو يحلل تلك التقارير ليتبين صدقها من كذبها
لأنه كان متيقن بانها غن كانت صادقة فلن يستفيد منها وإن كانت كاذبه فإنه لا يملك الإعتراض عليها
وكل هذا كان نتاج فساد المنظومة ككل
أما الأن وبعد ثورة 25 يناير فقد إختلف الوضع
فالمواطن المصري قد ثار ضد الفساد فصار يحلل ويراقب ويدقق
وبالتالي يعترض ويحتج
قد يصيب وقد يخطئ ولكنه في النهاية أمر صحي
كنا في الماضي نعيش حالة من الضبابية السياسية
وكانت البورصة تعيش رهن الحالة الصحية لشخص واحد ندعو له ليل نهار أن يطيل الله بقاؤه أو يخلد كي لا تنهار الأمور في البورصة
وكم من مرة تكبد فيها المستثمرون خسائر فادحة نتيجة لأخبار أو إشاعات لها علاقة بصحة الرئيس المخلوع
أعلم أن تساؤلاً بدأ يطرأ في أذهاننا الأن وهو "ما الإختلاف إذن"
فالضبابية مازالت مسيطرة
وحالة السوق من أسوأ إلى أسوأ
وهذا كلام صحيح إلى حد بعيد ولكنه مؤقت
فما تمر به مصر الأن هو مرحلة انتقالية طالت أو قصرت فهي إلى زوال
فأهم ما في المرحلة الإنتقالية هي الخروج منها بأسس سياسية وديموقراطية سليمه تؤمن لنا حالة من الشفافية سياسياً وإقتصادياً
فمادمنا نريد أن نتطاول في البنيان فيجب علبنا أن نضع أساساً قوياً ثابتاً وهو ما قد يتكلف الكثير من الوقت والجهد ولكنه يضمن لنا ألا ينهار هذا البنيان بعد عامين أو ثلاثه
وهكذا نريد مصر بعد ثورة يناير المجيده
نريدها أن تنتقل من دول العالم الثالث إلى مصاف الدول المتقدمه وهذا لن يحدث إلا بدستور قوي وبسيادة قانون وبتطبيق مبادئ العدالة والمساواة الإجتماعية
والتي إن أرسينها فسنعيش كلنا ونحن نرى مصر تنطلق بالفعل إنطلاقة إقتصادية قويه بأسس تمكنها من الحفاظ عليها
فمصر بموقعها وبعوامل الإنتاج المتوفره بها من رأس مال وأراضي وأيد عامله مقصد لكل مستثمر
ولكن هذه المره مستثمر حقيقي يستفيد ويفيد
يفيد مصر كلها لا يفيد طبقه بعينها
نريد أن نحقق تنمية إقتصادية حقيقية يلمسها كل مواطن في هذا البلد لا مجرد أرقام تكتب على ورق يناقضها الواقع الذي كنا نعيشه وبشده
ما يجب أن يقلقنا الأن هو أن نرسي الأسس الصحيحه لمصر المستقبل ولا نستعجل قطف ثمارها لأننا إن أقمناها عل أسس ضعيفة فلن تلبث أن تهوي مرة ونظل ندور في دائرة مفرغه  ونعود لنقطة البداية مرة أخرى
فما نعيشه الأن ليس مجرد مرحلة إنتقالية عادية بل هي فترة تأسيسية لدولة جديده 
دولة لا تحتاج إلى ثورة لإعادة صياغة قانون أو حل مجلس شعب مزور أو محاكمة فاسد
الحل الأن ليس في وقف المظاهرات وإنهاء الفترة الإنتقالية بأي شكل لكي نعود نغرق في الفساد والإنحراف الحكومي مرة أخرى
الحل في بناء دولة قوية  لها سيادة قانون  ولها مجلس شعب منتخب على أسس شريفه خالي من أصحاب المصالح والمنافقين وبصلاحيات تسمح له بمحاسبة المسئولين من أكبرهم إلى أصغرهم
في هذه الحالة فقط سنرى دولة قوية تتهافت عليها الإستثمارات الداخلية والخارجية بقوة وتعم الفائده على كافة طبقات الشعب الفقراء قبل الأغنياء فنتنسم جميعاً نسمات الثورة العليلة
أما أولئك الذين يدعون إلى التهدئة وهم يعلمون انها لن تسوقنا غلى شئ سوى العودة لما كنا فيه مرة اخرى فلا أجد لهم عذراً إلا أنهم إما كانوا غير مدركين لحجم الكارثة التي كنا نعيشها في ظل النظام السابق
أو أنهم كانوا مستفيدين ....!!!

مدني وعسكر


مرة في ثورة

حصلت أزمة

عسكر ركبوا

وحاولوا محاولة

مدني بيصرخ

سسيبوا السلطه

عسكر شتمه

قال له يا قِله

عملوا مظاهره

ونزلوا هتاف

زعق العسكر

كِش وخاف

قام المدني

وقال يا سكاف

مش هنطاطي

ومش هنخاف

تعب العسكر

من التمثيل

راح جايب

فرقة تطبيل

قالوا العجله

وقالوا الأكل

قلنا الحق وقلنا اعدل

جن العسكر

مننا جن

جاب العسكر

بلطجية

وكمل المسرحية

كل ما حد

يقول له إتلم

يطلقهم ويجيبوا الهم

دخلوا سفارة

وهدوا أسوار

لزقوها في الثوار

وبات الشعب
وقام محتار

طب فين الإستقرار

بعد نتيجة

الإستفتاء؟!

مش قلتوا لنا إنتقاليه

فتره تعدي

بحسن النيه

ونسيبها دولة مدنيه

قاعدين ليه
فيها ياحراميه

ولا الكرسي

بيحلى ياعسكر

وكل وعودكم

شكل ومنظر

لا يا مشيرنا

إحذر إحذر

وإرجع كده للعقل

وفكر

حسني مبارك

لما أتكبر

ولا نفعه طوارئ

ولا معبر

ومعادنا

30 سبتمبر

وليسقط يسقط

حكم العسكر

إبحث عن الشعب

الفترة الأخيرة زادت التوترات والفوضى اوي
بقى كله حاسس بحالة عدم إستقرار (مع إننا قلنا نعم في الإستفتاء يا أخي)
خناقات وبطجية وطرق بتتقطع ومظاهرات وإعتصمات ومطالب فئوية وزبالة وشوارع مبهدلة وأزمة مرور وطوابير عيش و...و...و..و
الغريب والمدهش في الموضوع ده كله إن الناس بتيجي في الأخر وتلوم على .....الشعب!!!!!!
على اساس ان الشعب هو من بيده مقاليد الأمور
يعني ملاحظ إن الناس مرحبه قوي بتفعيل قانون الطوارئ عشان إحنا (شعب) ميجيش غير بالعين الحمرا
وزعلانيين قوي من الحالة اللي وصل ليها المرور في مصر عشان إحنا (شعب) فوضوي
ومضايقين قوي من البلطجية وقطاع الطرق عشان إحنا (شعب) همجي!!!!
طب بالنسبة للحكومة إيه موقفك منها؟؟؟؟
تخيلوا كده لما نعمل إنتخابات مجلس شعب وشورى ونختار رئيس جديد 
إيه اللي هيختلف في الشعب؟؟!!!
و ساعتها بقى يطلع رئيس الجمهورية يطالب بتغيير الشعب
والدستور ينص في المادة 76 على أن يتم إنتخاب الشعب المصري لمدة أربع سنوات وتجدد لفترة واحده لو طلع شعب كويس!!!
طيب لو الرئيس الجديد إكتشف إنه مش قادر يسيطر ورجع يستخدم القمع تاني (اللي هنرحب بيه ساعتها طبعاً زي قانون الطوارئ دلوقتي) هيحصل إيه؟؟!!
طب ما إحنا شفنا القمع أدى لإيه في الأخر في عهد مبارك
ماهي النتيجة هتبقى واحده برضه هتقوم بعد فترة ثورة تانيه

ونفضل في نفس الدايرة المفرغة!!
طيب إحنا ليه رافضين نحاسب مؤسساستنا والقائمين على الأمور
ولا إحنا بندور على شماعه غير معرفة نرمي عليها مشاكلنا هروباً من المواجهه وخلاص
أصل هي دي طبيعة(الشعب) المصري!!
كلمة مطاطية واسعه قوي مالهاش أول من أخر في وسط 85 مليون مصري بإختلاف ثقافتهم وأشكالهم وألوانهم
ماهو أنا الشعب وأنت الشعب وأحمد زويل الشعب والبلطجي من الشعب وحسني مبارك ماهو شعب هو كمان 
هتحاسبهم إزاي 
لكن الحساب مبيكونش كده 
الحساب بيكون لشخص مسئول عن أداء واجب معين ولم يؤده
الحساب بيكون لمؤسسة فشلت في تنفيذ المطلوب منها
لجهة مسئولة لم تتحمل قدر مسئوليتها
عندما يحدث إنفلات أمني لا تبحث عن الشعب بل حاسب الشرطة
وعندما تشكو من تدني الثقافة فحاسب وزارة التعليم والإعلام والثقافة
ولما ماتلاقيش إنتاج والموظفين يعملوا إضلرابات حاسب رؤسائهم اللي ضربوا بطلباتهم عرض الحائط ومنفذوش منها حاجو وهروهم وعود مبتنفذش

وعلى طريقة الكابتن حلمي بكر هييجي واحد يقوللي طب وهي الحكومة هتلاحق على إيه ولا إيه والشرطة تشتغل إزاي والناس بتهاجمها 
أرد عليه وأقول له أنا أسف الحلول موجوده وبدل الحل ألف
الشرطة لن تُحترم إلا إذا أدت دورها في حماية المواطن أولاً وإحترمته ثانياً ساعتها نتكلم عن إحترام الشرطة
لما الباشا يعرف إنه بيبقى باشا لما بيحميني مش لما بيلبس البدله
ولو محصلش ده عمر ما حد هيحترم الشرطة لأنهم هيبقوا بالنسبة لينا في الأخر عبارة عن مجموعة من الموظفين الكسالى اللي مبيأدوش عملهم 
المواطن المصري بقت بتظهر في عينه نظرة فرح لما بيشوف ضابط واحد بيقوم بعمله وبيبقى ناقص يشيله على الأعناق
بقت موقف غريب دلوقتي أننا نشوف ضابط بيؤدي واجبه
أحداث السفارة و الألتراس وخلافة الشعب برئ منها براءة الذئب من دم إبن يعقوب 
مرتكبيها مخطئين ولكن ليس الشعب 
من سمح بحدوث مثل هذه الأشياء هو المخطئ
اللي سحب قواته وترك السفارة بدون تأمين هو المخطئ
من لا يؤمننا في بيوتنا وشوارعنا وحياتنا هو المخطئ
إحنا معندناش مشكلة نؤمن نفسنا بنفسنا
بس سييبوا مناصبكم وإدونا الفلوس اللي بتقطعوها من أكلنا وشربنا وصحتنا بدعوى "موازنة الأمن"
هننزل نشيل الزبالة بس رؤساء الأحياء والمحافظين يستقيلوا ويدونا الفلوس اللي بياخدوها واحنا نعرف ننضف بلدنا كويس ولحاسبنا الشعب وقتها
المصريين حموا بلدهم وأمنوها 18 يوم من غير ضابط شرطة واحد
بس علشان نعمل كده سيبنا أشغالنا وحياتنا
كل واحد لازم يقوم بدوره في المجتمع ده 
واللي مش هيقوم بيه ميطالبش الناس بإحترامه ولا تقديره ولا يطالبنا بأموال ننفقها عليهم فتذهب هباءً
وإذا كان المسئولين في هذا الوطن مش عارفين يحموا الناس ولا ينضفوا الشوارع ولا يوفروا لهم أبسط سبل الحياة الكريمة
فأنا بنصحهم يقدموا إستقالاتهم جميعاً أو لا يلوموا إلا أنفسهم لأن (الشعب) لن يرضى أن يهان مرة أخرى 

حاضر ...عينيه


حاضر يا مصر
عينيه

هبيع تاني القضية
واحط وشي في حيطه
وهديكي القفا هدية

حاضر ياحزب الأغلبية
هلبس تاني الطاقية
وهختفيلك من الحياه
ولامؤاخذه السياسية

حاضر يا ست "الموضوعية"
بشويش وبالراحة 
وواحده واحده عليا
ونشوف مطالبنا واقع
بعد ميت سنه ..مش قضية

اسف يا ست العجله
هبطل اعمل غلبه
ووريني هتمشي ازاي
وانتي مفسيه

مش قولتوا حريه؟
تغيير وكرامة انسانية؟
وزعقتوا زعقه شديدة
صحيتوا الأمل فيا

وفجأه في نص السكه
ما لقيتكوا جانبيا
هديت خلاص الزيطه
وسيبتوني وحديا
وكل الجموع الغفيرة
عالكنبه مستلقية

ابص على مطالبكم !
ألاقيها منسية
اسأل على قادتكم؟
عسكر وحرامية

حاضر يسيطه وسهله عليا
عشان العجلة والكنبه
والأستقرار والموضوعية

بس سؤال لحزب الأغلبية
رجعتوا في كلامكوا ولا
كات لعبة عيال هيه

مين أويس ده؟؟؟؟

السؤال الأول....عرف كلا ًمما يأتي

مبارك التزم "بالسلام" كخيار إستراتيجي
وأمريكا قامت بشن حرب على "الإرهاب"
وحكومة نظيف كانت تدعي أنها حريصة أن يصل الدعم إلى "مستحقيه"
وإسرائيل تدافع عن حقوقها في الشرق الأوسط
وأخيراً يوم الجمعة اللي فاتت :
 الشعب يريد تطبيق "شرع الله" يوم الجمعة السابقة بميدان التحرير والمسماه بجمعة "لم الشمل"

ما أجمل أن تعيش في "سلام"
وما اشرف ان تحارب "الإرهاب"؟
وما أعدل من ان يصل الدعم لمن يستحقه؟
وما اظلم من أن تحارب شخص في "حقوقه"
ومن منا لايريد "شرع الله"

كل هذه العبارات المؤسلة المجرده عبارات جميلة ولكنها في النهاية لا تكون جملة مفيده للمستمع

فما هو تعريف "السلام" الذي إلتزم به مبارك؟
وما هو الإرهاب الذي تحاربه امريكا؟
ومن هم مستحقي الدعم
وما هي حقوق إسرائيل
وما هو مفهوم  شرع الله

كل الأمور السابقة امور تحتاج إلى تعريف واضح وصريح قبل أن تطرح في قضية
فالواقع أننا يجب قبل أن نطلب تطبيق النوذج أن نوضح كيفية تطبيقه وما هي العوائد التي ستعود على من يطبقه بإيجابياته وسلبياته

فالجمعة الماضية خرج علينا تيارات مصر المختلفة فيما سموه (إسماً فقط) بجمعة لم الشمل
وبعد إتفاق يقال أنه قد تم بينهم وبين القوى السياسية المختلفة بألا يتم ترديد هتافات دينية أو هتافات لأمور مُختلف عليها
بغض النظر عن في اتفاق ولا مفيش
ولا مين اللي نقض الإتفاق ده
انا هنا هتكلم عن اللي حصل واللي شفناه

اللي حصل إن الناس دخلت التحرير يوم الجمعة وجدوه مختلف
لقوا إن معظم الناس اللي هناك ملتحية
وكثير منهم لابسين جلاليب قصيرة من تحتها سراويل 
والناس دي بتهتف بكل عزيمة
"الشعب يريد تطبيق شرع الله"
الأمرلا يختلف تماماً عن أنك تشوف متظاهر أمريكي في نشرة الأخبار رافع يافطه بيقول فيها "نريد شن حرب ضارية على الإرهاب"
في الحالتين هتقول "يانهار اسود....ربنا يستر"
ليه هتقول كده؟
مش عشان انت بتحب الإرهاب وبتدافع عنه
ولا عشان انت مش عاوز تطبق شرع الله

الواقع انك مش واثق في تعريف "الإرهاب" عند الأمريكي ولا في تعريف "شرع الله" عند التيارات الإسلامية في مصر
وخصوصاً المتشدد منها

التيارات الإسلامية الجمعة اللي فاتت دي كانت عاوزه حاجه من اتنين:
يا إما أنها بتستعرض عضلاتها وتقول أنا قوة سياسية ضخمة خللوا بالكم
يا إما انها (زي ما قالوا) نازلين يأكدوا على الإرادة الشعبيةوهوية البلد خصوصاً بعد تعالي صيحات العلمانيين والليبراليين في الأونه الأخيره

فكرة إستعراض العضلات أعتقد إنها كانت فكرة غير جيده في ظل حملات التشوية اللي كانت بتمر بيها تلك الجماعات طوال عصر النظام السابق والتي كان بعضها لايخلو من الصحه (فكلنا عاصرنا إرهاب التسعينيات) ولكن بالطبع ليست كل الجماعات الإسلامية تميل إلى العنف بل إن معظمها يرفضه

أما عن فكرة الإراده الشعبية ولم الشمل وكل هذه العبارات حسنة النية ففيها مشكلة واحده بس
حتى لو انت كنت نازل عشان كده فالرسالة لم تصل للمتلقي بهذا الشكل
ومعنى عدم وصولها هو أنك قد أخطأت في طريقة وأسلوب إرسال الرسالة
لأنها لم تصلنا جميعاً
وبالتالي يتحمل مرسل الرسالة هذه المسؤلية

كان من المهم جداً ومن الأفضل أن تلتحم تلك التيارات السلفية مع القوى الوطنية والسياسية في التحرير وتطالب معها بنفس المطالب المتفق عليها وتتناقش معها أيضاً في افكارها ومبادئها ووقتها كان سيصبح هناك بعض المكتسبات

أولاً :سيتم الإندماج بين الجماعات الإسلامية وباقي القوى السياسية ويتم إذابة الجليد المتكون بفعل تشويه النظام السابق لصورتهم (اي واحد بدقن وجلابية يبقى إرهابي)

ثانياً :سيتم مناقشة أفكارهم مع الأفكار الليبرالية و العلمانية فتتبلور لنا في النهاية شكل الدولة المدنية التي يبحث عنها الجميع

ثالثاً: سيتضح لنا ماهو مفهومهم عن "شرع الله"  الذي يريدون تطبيقه وما هو مفهومنا أيضاً وبالتالي لا تسري بيننا تلك الحالة من الفزع والتي لم تسري بين الليبراليين والعلمانيين فقط وإنما سرت بين طبقات الشعب المصري كله والذي يؤمن ويتعايش بوسطية الدين معززاً هذا الإيمان بمؤسسة عريقة تسمى الأزهر الشريف انجبت لنا شيوخا كالشيخ محمد متولي الشعراوي

وأخيراً كنت أتمنى عندما ذهبت لميدان التحرير في الجمعة السابقة أن أجلس وأتحاور مع أخواني السلفيين وأن ارى مشاهد الحوار بينهم وبين إخواننا المسيحيين لأول مرة

ولكن كل هذا لم يكن أحداً ليقف ويهتف في ميدان التحرير بهتافات لايعلم معناها أو مغزاها بين أناس لم يالف وجوههم في الميدان ولا يعرف أفكارهم وإتجاهتهم

وبالتالي أنحسر التواجد في التيارات الإسلامية بعضها يؤازر بعض ويتباهوا بكثرة العدد والذي وللأسف ذهب هباءً

فلا هم تناقشوا والتحموا مع بقية القوى السياسية
ولا هم استغلوا ذلك العدد الضخم في الضغط لتحقيق المطالب
ولا هم إستطاعوا ان يغيروا هوية الدولة التي لم ينكر أحد هويتها الإسلاميه

إذن اترك لهم الإجابه على السؤال الثاني:
 "بم تفسر.......؟؟!!"

حل أزمة الثورة المصرية....بعد أحداث العباسية

أعلم ان رأي قد لا يمثل "صفر على الشمال" وسط كل هؤلاء الفطاحل من السياسيين والقانونيين والناشطين و الحقوقيين الذين يحاولون إعادة الثورة المصرية إلى مسارها مرة اخرى
ولكنه في النهاية رأي
يمكن مناقشته أو تحسينه للوصول لفضل النتائج
أو على الأقل هي وجهة نظر قد تكون منقحة بعيداً عن المهاترات السياسية أو أي أطماع شخصية (أخر حاجه بحلم بيها أني أمسك اي منصب قيادي في البلد دي بصراحه"

وخلونا الأول نشوف ونفهم "هو إيه اللي حصل؟؟"

اللي حصل و بكل بساطه هو إعاده للثمانية عشر يوماً بتوع الثورة بس من غير الأخطاء (عملولهم CUT)

اللي حصل إن يوم 8يوليو الناس توحدت على المطالب تاني بعد الأخبار المستفزه للإفراج عن العشرة ضباط المتهمين في قتل الثوار بالسويس وبعد الأحداث اللي اندلعت بعدها في السويس

نفس سيناريو الثورة

واتعملت مظاهرة يوم الجمعة والناس قررت ترجع تعتصم تاني

وقعدوا في التحرير

بس المره دي النظام كان ذكي

بدل ما يعمل إصلاحات سطحية وبعدها يعمل موقعة جمل تُكسب الناس تعاطف مع الثوار....عمل أنصاف حلول تبدو وكأنها تحقيق للمطالب وترك المعتصمين في إعتصامهم كما هم دون أن يصيبهم مكروه

فأصبح المشهد بالنسبة للمشاهد- وليس المشارك- مختلف

فهاهي مطالبكم تتحقق
وهاأنتم تتمتعون بالديموقراطية والحرية التي طلبتموها وتعتصمون بالتحرير دون أن يتعرض لكم أحد

وعلى الجانب الأخر يبدأ الإعلام الحكومي في غشعار المواطنين بأنهم في خطر حقيقي وان الجواسي مللوا البلد
والكاميرات الديجيتال بقت زووم 14x وده موع متطور ميمسكوش غير جواسيس بالذات لما يطلعوا يصورووا حاجات من فوق كوبري أكتوبر ...(نفسي أعرف إيه المناطق العسكرية اللي تحت كوبري أكتوبر!!!)

وزيادة في الحبكة الدرامية على المشاهد المسكين الجالس على الكنبه مفيش مانع ان يتم الكشف عن وثائق خطيرة تتهم حركة 6أبريل بأنهم عملاء وخونة وتلقوا تدريبات في الخارج ...لأ والتدريبات دي كانت عن إيه.....عن "الديموقراطية" وقلب نظام الحكم
يا سنة سوخه ياولاد كنا ناقصينهاا احنا الديموقراطية دي كمان
ونظام حكم ايه ده اللي عاوزين يقلبوه
ايوه يا سيدس ماحنا قلبنا نظام الحكم بتاع مبارك كش هي دي الثورة ولا ايه ما تصحصح معانا كده يا عم الحاج

الخلاصة انه تم تقسيم الناس الى "شعب" و "ثوار"
الثوار دول بقوا شوية العيال الصيع و الفاضيه اللي منساقين ورا مخطط كبير بيستهدف البلد وبيقودهم حركة 6أبريل الخونه والعملاء اللي واخدين تمويل من بره

والشعب اللي هو المواطنين الشرفاء الساكتين الهاديين الحلوين اللي متبتين في الإستقرار على الكنبة بإديهم وسنانهم

أي واحد حضر مظاهرات  25يناير  ومظاهرة العباسية 23 يوليو  يقدر يفهم الفرق اللي بتكلم عنه دلوقتي
اليومين مكانش عدد الناس فيهم كبير قوي (مش مليونية يعني)
وكان المشاركين شريحة معينه (معظمهم طبقة متوسطة وناشطين)

بس الفرق كان في رؤية الناس للحدث

لما كنا في المسيرات في 25يناير الناس اه مكانتش مشاركة لكنها كانت مؤيده ومباركه للي بيحصل
وده عكس تماماً اللي كان حاصل يوم العباسية
الواقع إن الناس كانت متضايقه جداً ومتنرفزه
وهديكم مثال
تخيلوا واحد جي بعربيته من التحرير لمصر الجديدة
هيجي يدخل ميدان التحرير هيقولوا له مقفول عشان الإعتصام بعد شوية مش هيعرف يعدي من شارع رمسيس عشان المظاهرة
حبه وهيلاقي مدرعات واقفه في وشه عند العباسية عشان المظاهرات اللي جاية مع الأخذ في الإعتبار إن الراجل ده مواطن عادي مالوش في السياسة قوي أو متابع ضعيف تفتكروا ساعتها هيتعاطف مع المظاهرة أو التحرير؟؟؟

اللي عاوز أقوله إن المظاهرات وميدان التحرير ما هي إلا عناصر ضغط للوصول لتحقيق المطالب وكلنا عارفين ده

لكن اللي حاصل دلوقتي انها تحولت من اسلوب بنضغط بيه للحصول على مكتسبات
إلى اسلوب بيؤخذ علينا بيه

زمان لما كانوا بيقولوا على اللي في التحرير بلطجية وصيع كنا بنرد نقول انزل وشوف بعينك لأننا كنا بنبقى عارفين كويس ان الصورة مختلفة
لكن دلوقتي مفيش شك اننا مش قادرين نعمل كده لأن الأمور أصبحت مختلطة
والزوار في التحرير اصبحوا أكثر من الثوار
وثوار يناير معظمهم لا يستطيع الأن ان يعطي كامل وقته وجهده للثورة لما يرتبط به من عمل وإلتزمات وخلافه (معظم الثوار كانوا من الطبقة المتوسطة )
وبالتالي فإن إعتصام التحرير أصبح عليه من السلبيات أكثر ما له من الإيجابيات في هذا التوقيت
ولعل فض الإعتصام بأسلوب متحضر وبإختيار الثوار أفضل بكثير مما قد يطرأ من أمور لا نعلمها ولا ندري مداها
أعلم أن التحرير رمز للثورة وأن الإعتصام قد أستخدم كوسيلة للضغط ولكنني أري أنه قد فقد تأثيرة هذه الأيام زاصبح كمرحلة اللا سلم واللاحرب
والطرف الأخر قد عدل من أخطاءه وبدأ يستخدم نظرية البونبون التي اراد أن يطبقها رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق والتي كادت لتنجح لولا موقعة الجمل التي جذبت تعاط الشعب نحو الثوار مرة أخرى

طيب لو فضينا الإعتصام هنعمل ايه وهنضغط إزاي؟
فيما يلي بعض الحلول التي قد يراها البعض فاتازيا ولكنني أراها منطقية وممكنة الحدوث بشرط إتفاقنا عليها و العمل على تحسينها لتصبح ممكنة التطبيق:
أولاً: يجب أن يتم إفراز قيادة لهذه الثورة فالميزة التي كنا نتباهى بها في ثورتنا أصبحت في هذه المرحلة وبالاً علينا
وأنا أقترح أن يتم عمل إنتخابات في العتحرير
إنتخابات نزيهه تعطي مثل للديموقراطية التي نريد أن نرى عليها بلادنا على ان تفرز هذه الإنتخابات عن 9 افراد يتحدثون بإسم الثوار وبشرط الا يتم إستثناء أي فصيل من القوى السياسية في الترشح لهذه الإنتخابات وفي نفس الوقت لا يسمح لمن تم إنتخابهم أن ينسحبوا من هذا المجلس إلا بعد تمام تحقيق المطالب لكي نتلافى إنهيار هذه المنظومة نتيجة للخلافات الداخلية
ثانياً: أن يتم تحديد المطالب -والتي سيتفاوض عليها هذا الجلس- في المطالب الرئيسية للثورة والبعد عن المطالب الختلف عليها ...فالجميع يريد محاكمات علنية وعادلة ولكن البعض يختلف على مبدأ الدستور أولاً أو افنتخابات أولاً

ثالثاً أن يتم عقد ندوة أو جلسة مناقشة بين مختلف القوى السياسية لتوحيد المطالب الأساسية للثورة و الحشد لمظاهرات لتنفيذ هذه المطالب مطلب مطلب
فمثلاً نبدأ بمطلب وقف المحاكمات العسكرية يتم الحشد لهذا المطلب وتوعية الشارع بأسبابه وأضراره لمدة أسبوعين من خلال الأنترنت والقنوات الفضائية والإعلام ثم يتم النزول في مليونية كبيرة لتحقيق المطلب وفي حالة عدم الإستجابة تتحول المليونية إلى إعتصام فقط في حالة أننا نضمن وجود حشد كبير للإعتصام
وفي حالة عدم توافر هذا الحشد فمن الأفضل عدم الإعتصام والإتجاه لعمل مسيرات سلمية في مختلف الأنحاء وذلك لحين تحقيق المطلب ثم يتم افنتقال للحشد للمطلب الذي يليه وهكذا
وأكرر أن يتم هذا على المطالب الأساسية والرئيسية فقط وأن نبتعد عن اي مطلب قد تختلف عليه القوى السياسية و الوطنية
رابعاً وأخيراً :بداية محاولات لفتح جلسات حوار بين معتصمي التحرير ومعتصمي روكسي ومحاولة الوصول لأرضية مشتركة لأن معتصمي روكسي مختلفين عن جماعة "أنا أسف يا ريس" وبعضهم ممن كانوا في التحرير لذلك وجب فتح حوار معهم لتوحيد الرؤى ووجهات النظر مرة أخرى

الكلام ده ممكن يبقى بالنسبة لناس كتير مجرد كلام نظري
لكن انا بقول لأ هو ممكن يتحسن ويطبق في الواقع العملي لو تم العمل عليه خلال الفترة القادمة والعوة ليه بدعوه صادقة تحمل القناعه بإمكانية تنفيذه



يوميات المتظاهر الصغير الجزء الثامن (إبتسم فأنت في حضرة شهيد)ء



القاهرة في 16/07/2011
اتسعت خطواتي وأنا أقطع شارع القصر العيني متجهاً نحو مستشفى القصر العيني الفرنساوي حيث ستخرج جنازة الشهيد مصطفى أحمد حسن الذى أصيب بطلق نارى يوم 28 يناير،
في الواقع لم أكن أدري ما أسمه
لم أقابله يوما في حياتي
لاأعرف حتي شكله
ولعني لم اكن أتصور في يوم من الأيام أن تجمعني به اي علاقة
حتى تواجدنا في شارع احد كان أمر صعب
فهو من سكان الإسكندرية وأنا من سكان القاهرة
لاأعلم ما قصة مصطفى ولا كيف اصيب
ولكن حين إتصلت بي إحدى زميلاتي لحضور الجنازة والمشاركة في المسيرة بعدها تحمست للفكرة
ليست الجنازة الأولى التي أحضرها ولا هو أو إحتكاك بيني و بين الموت فلقد واجهته في أقرب الناس إلى قلبي
ولكن هذه المرة الأمر مختلف
فانا سأذهب لتشييع شهيد
موقف لم نعتاده كمصريين
لم نراه إلا في الأفلام القديمة لحرب أكتوبر أو في الأفلام التي كانت تصور مقاومة الإنجليز
تلك الجنازات الشعبية المهيبة التي يخرج فيها الشعب المصري بطوائفة لتشيع بطلاً جديداً من أبطاله يسطر سطرا جديداً بدمه في سطور تاريخ هذا الوطن
بدأت تلوح في الأفق الجموع وهي تحمل نعش "مصطفى"
وقتها كنت مقابلاً للجنازة لا خلفها
وبمجرد ان رايت النعش وجت هاتف بداخلي يقول
"إبتسم فأنت في حضرة شهيد"
لأول مرة أشعر أنني اتمنى أن أكون في مكان المتوفي الذي أشيعه
فهل هناك أجمل من دخول الجنة
وهل هناك أجمل أن تموت في سبيل هدف وقضية
والأجمل أن تحيي بموتك تلك القضية في قلوب الناس مرة أخرى
وما أسماها من قضية تلك التي مت في سبيلها يا مصطفى
إنها قضية وطن
جاوزني النعش وأنا أنظر إليه ثم بدأت بالسير خلفه
كنت أنظر إليه وتملأني التساؤلات
وتساءلت
ترى هل مر بما ممرت به لينزل من بيته في ذلك اليوم؟
هل كانت مشاعرنا واحده؟
هل كانت دوافعنا واحده؟
بم كان يهتف لحظة إصابته ؟
هل كان يسير وحيداً ؟أم خرج مع أصدقاءه ؟
أين أصيب؟(لم أمن أعلم وقتها أن مصطفى مات في الإسكندرية)
هل هنا في شارع القصر العيني حيث نسير بجثمانه الطيب
أم في ميدان التحرير
أو لعله أصيب بجواري ونحن نمر من ميدان الجلاء متجهين إلى كوبري قصر النيل في ذلك اليوم
وكانني أعيد نفس المشهد مرة أخرى
ولكنها لم تكن جنازة في ذلك اليوم
كانت ميلاد جديد
ميلاد لكل مشارك
الشعب المصري يعلن ميلاده
ليس الشعب المصري كله فقط
بل كل فرداً منفصلاً فيه يولد من جديد
يصحح أراءه
يعدل من إتجاهته
يغير من قناعاته