السؤال الأول....عرف كلا ًمما يأتي

مبارك التزم "بالسلام" كخيار إستراتيجي
وأمريكا قامت بشن حرب على "الإرهاب"
وحكومة نظيف كانت تدعي أنها حريصة أن يصل الدعم إلى "مستحقيه"
وإسرائيل تدافع عن حقوقها في الشرق الأوسط
وأخيراً يوم الجمعة اللي فاتت :
 الشعب يريد تطبيق "شرع الله" يوم الجمعة السابقة بميدان التحرير والمسماه بجمعة "لم الشمل"

ما أجمل أن تعيش في "سلام"
وما اشرف ان تحارب "الإرهاب"؟
وما أعدل من ان يصل الدعم لمن يستحقه؟
وما اظلم من أن تحارب شخص في "حقوقه"
ومن منا لايريد "شرع الله"

كل هذه العبارات المؤسلة المجرده عبارات جميلة ولكنها في النهاية لا تكون جملة مفيده للمستمع

فما هو تعريف "السلام" الذي إلتزم به مبارك؟
وما هو الإرهاب الذي تحاربه امريكا؟
ومن هم مستحقي الدعم
وما هي حقوق إسرائيل
وما هو مفهوم  شرع الله

كل الأمور السابقة امور تحتاج إلى تعريف واضح وصريح قبل أن تطرح في قضية
فالواقع أننا يجب قبل أن نطلب تطبيق النوذج أن نوضح كيفية تطبيقه وما هي العوائد التي ستعود على من يطبقه بإيجابياته وسلبياته

فالجمعة الماضية خرج علينا تيارات مصر المختلفة فيما سموه (إسماً فقط) بجمعة لم الشمل
وبعد إتفاق يقال أنه قد تم بينهم وبين القوى السياسية المختلفة بألا يتم ترديد هتافات دينية أو هتافات لأمور مُختلف عليها
بغض النظر عن في اتفاق ولا مفيش
ولا مين اللي نقض الإتفاق ده
انا هنا هتكلم عن اللي حصل واللي شفناه

اللي حصل إن الناس دخلت التحرير يوم الجمعة وجدوه مختلف
لقوا إن معظم الناس اللي هناك ملتحية
وكثير منهم لابسين جلاليب قصيرة من تحتها سراويل 
والناس دي بتهتف بكل عزيمة
"الشعب يريد تطبيق شرع الله"
الأمرلا يختلف تماماً عن أنك تشوف متظاهر أمريكي في نشرة الأخبار رافع يافطه بيقول فيها "نريد شن حرب ضارية على الإرهاب"
في الحالتين هتقول "يانهار اسود....ربنا يستر"
ليه هتقول كده؟
مش عشان انت بتحب الإرهاب وبتدافع عنه
ولا عشان انت مش عاوز تطبق شرع الله

الواقع انك مش واثق في تعريف "الإرهاب" عند الأمريكي ولا في تعريف "شرع الله" عند التيارات الإسلامية في مصر
وخصوصاً المتشدد منها

التيارات الإسلامية الجمعة اللي فاتت دي كانت عاوزه حاجه من اتنين:
يا إما أنها بتستعرض عضلاتها وتقول أنا قوة سياسية ضخمة خللوا بالكم
يا إما انها (زي ما قالوا) نازلين يأكدوا على الإرادة الشعبيةوهوية البلد خصوصاً بعد تعالي صيحات العلمانيين والليبراليين في الأونه الأخيره

فكرة إستعراض العضلات أعتقد إنها كانت فكرة غير جيده في ظل حملات التشوية اللي كانت بتمر بيها تلك الجماعات طوال عصر النظام السابق والتي كان بعضها لايخلو من الصحه (فكلنا عاصرنا إرهاب التسعينيات) ولكن بالطبع ليست كل الجماعات الإسلامية تميل إلى العنف بل إن معظمها يرفضه

أما عن فكرة الإراده الشعبية ولم الشمل وكل هذه العبارات حسنة النية ففيها مشكلة واحده بس
حتى لو انت كنت نازل عشان كده فالرسالة لم تصل للمتلقي بهذا الشكل
ومعنى عدم وصولها هو أنك قد أخطأت في طريقة وأسلوب إرسال الرسالة
لأنها لم تصلنا جميعاً
وبالتالي يتحمل مرسل الرسالة هذه المسؤلية

كان من المهم جداً ومن الأفضل أن تلتحم تلك التيارات السلفية مع القوى الوطنية والسياسية في التحرير وتطالب معها بنفس المطالب المتفق عليها وتتناقش معها أيضاً في افكارها ومبادئها ووقتها كان سيصبح هناك بعض المكتسبات

أولاً :سيتم الإندماج بين الجماعات الإسلامية وباقي القوى السياسية ويتم إذابة الجليد المتكون بفعل تشويه النظام السابق لصورتهم (اي واحد بدقن وجلابية يبقى إرهابي)

ثانياً :سيتم مناقشة أفكارهم مع الأفكار الليبرالية و العلمانية فتتبلور لنا في النهاية شكل الدولة المدنية التي يبحث عنها الجميع

ثالثاً: سيتضح لنا ماهو مفهومهم عن "شرع الله"  الذي يريدون تطبيقه وما هو مفهومنا أيضاً وبالتالي لا تسري بيننا تلك الحالة من الفزع والتي لم تسري بين الليبراليين والعلمانيين فقط وإنما سرت بين طبقات الشعب المصري كله والذي يؤمن ويتعايش بوسطية الدين معززاً هذا الإيمان بمؤسسة عريقة تسمى الأزهر الشريف انجبت لنا شيوخا كالشيخ محمد متولي الشعراوي

وأخيراً كنت أتمنى عندما ذهبت لميدان التحرير في الجمعة السابقة أن أجلس وأتحاور مع أخواني السلفيين وأن ارى مشاهد الحوار بينهم وبين إخواننا المسيحيين لأول مرة

ولكن كل هذا لم يكن أحداً ليقف ويهتف في ميدان التحرير بهتافات لايعلم معناها أو مغزاها بين أناس لم يالف وجوههم في الميدان ولا يعرف أفكارهم وإتجاهتهم

وبالتالي أنحسر التواجد في التيارات الإسلامية بعضها يؤازر بعض ويتباهوا بكثرة العدد والذي وللأسف ذهب هباءً

فلا هم تناقشوا والتحموا مع بقية القوى السياسية
ولا هم استغلوا ذلك العدد الضخم في الضغط لتحقيق المطالب
ولا هم إستطاعوا ان يغيروا هوية الدولة التي لم ينكر أحد هويتها الإسلاميه

إذن اترك لهم الإجابه على السؤال الثاني:
 "بم تفسر.......؟؟!!"

حل أزمة الثورة المصرية....بعد أحداث العباسية

أعلم ان رأي قد لا يمثل "صفر على الشمال" وسط كل هؤلاء الفطاحل من السياسيين والقانونيين والناشطين و الحقوقيين الذين يحاولون إعادة الثورة المصرية إلى مسارها مرة اخرى
ولكنه في النهاية رأي
يمكن مناقشته أو تحسينه للوصول لفضل النتائج
أو على الأقل هي وجهة نظر قد تكون منقحة بعيداً عن المهاترات السياسية أو أي أطماع شخصية (أخر حاجه بحلم بيها أني أمسك اي منصب قيادي في البلد دي بصراحه"

وخلونا الأول نشوف ونفهم "هو إيه اللي حصل؟؟"

اللي حصل و بكل بساطه هو إعاده للثمانية عشر يوماً بتوع الثورة بس من غير الأخطاء (عملولهم CUT)

اللي حصل إن يوم 8يوليو الناس توحدت على المطالب تاني بعد الأخبار المستفزه للإفراج عن العشرة ضباط المتهمين في قتل الثوار بالسويس وبعد الأحداث اللي اندلعت بعدها في السويس

نفس سيناريو الثورة

واتعملت مظاهرة يوم الجمعة والناس قررت ترجع تعتصم تاني

وقعدوا في التحرير

بس المره دي النظام كان ذكي

بدل ما يعمل إصلاحات سطحية وبعدها يعمل موقعة جمل تُكسب الناس تعاطف مع الثوار....عمل أنصاف حلول تبدو وكأنها تحقيق للمطالب وترك المعتصمين في إعتصامهم كما هم دون أن يصيبهم مكروه

فأصبح المشهد بالنسبة للمشاهد- وليس المشارك- مختلف

فهاهي مطالبكم تتحقق
وهاأنتم تتمتعون بالديموقراطية والحرية التي طلبتموها وتعتصمون بالتحرير دون أن يتعرض لكم أحد

وعلى الجانب الأخر يبدأ الإعلام الحكومي في غشعار المواطنين بأنهم في خطر حقيقي وان الجواسي مللوا البلد
والكاميرات الديجيتال بقت زووم 14x وده موع متطور ميمسكوش غير جواسيس بالذات لما يطلعوا يصورووا حاجات من فوق كوبري أكتوبر ...(نفسي أعرف إيه المناطق العسكرية اللي تحت كوبري أكتوبر!!!)

وزيادة في الحبكة الدرامية على المشاهد المسكين الجالس على الكنبه مفيش مانع ان يتم الكشف عن وثائق خطيرة تتهم حركة 6أبريل بأنهم عملاء وخونة وتلقوا تدريبات في الخارج ...لأ والتدريبات دي كانت عن إيه.....عن "الديموقراطية" وقلب نظام الحكم
يا سنة سوخه ياولاد كنا ناقصينهاا احنا الديموقراطية دي كمان
ونظام حكم ايه ده اللي عاوزين يقلبوه
ايوه يا سيدس ماحنا قلبنا نظام الحكم بتاع مبارك كش هي دي الثورة ولا ايه ما تصحصح معانا كده يا عم الحاج

الخلاصة انه تم تقسيم الناس الى "شعب" و "ثوار"
الثوار دول بقوا شوية العيال الصيع و الفاضيه اللي منساقين ورا مخطط كبير بيستهدف البلد وبيقودهم حركة 6أبريل الخونه والعملاء اللي واخدين تمويل من بره

والشعب اللي هو المواطنين الشرفاء الساكتين الهاديين الحلوين اللي متبتين في الإستقرار على الكنبة بإديهم وسنانهم

أي واحد حضر مظاهرات  25يناير  ومظاهرة العباسية 23 يوليو  يقدر يفهم الفرق اللي بتكلم عنه دلوقتي
اليومين مكانش عدد الناس فيهم كبير قوي (مش مليونية يعني)
وكان المشاركين شريحة معينه (معظمهم طبقة متوسطة وناشطين)

بس الفرق كان في رؤية الناس للحدث

لما كنا في المسيرات في 25يناير الناس اه مكانتش مشاركة لكنها كانت مؤيده ومباركه للي بيحصل
وده عكس تماماً اللي كان حاصل يوم العباسية
الواقع إن الناس كانت متضايقه جداً ومتنرفزه
وهديكم مثال
تخيلوا واحد جي بعربيته من التحرير لمصر الجديدة
هيجي يدخل ميدان التحرير هيقولوا له مقفول عشان الإعتصام بعد شوية مش هيعرف يعدي من شارع رمسيس عشان المظاهرة
حبه وهيلاقي مدرعات واقفه في وشه عند العباسية عشان المظاهرات اللي جاية مع الأخذ في الإعتبار إن الراجل ده مواطن عادي مالوش في السياسة قوي أو متابع ضعيف تفتكروا ساعتها هيتعاطف مع المظاهرة أو التحرير؟؟؟

اللي عاوز أقوله إن المظاهرات وميدان التحرير ما هي إلا عناصر ضغط للوصول لتحقيق المطالب وكلنا عارفين ده

لكن اللي حاصل دلوقتي انها تحولت من اسلوب بنضغط بيه للحصول على مكتسبات
إلى اسلوب بيؤخذ علينا بيه

زمان لما كانوا بيقولوا على اللي في التحرير بلطجية وصيع كنا بنرد نقول انزل وشوف بعينك لأننا كنا بنبقى عارفين كويس ان الصورة مختلفة
لكن دلوقتي مفيش شك اننا مش قادرين نعمل كده لأن الأمور أصبحت مختلطة
والزوار في التحرير اصبحوا أكثر من الثوار
وثوار يناير معظمهم لا يستطيع الأن ان يعطي كامل وقته وجهده للثورة لما يرتبط به من عمل وإلتزمات وخلافه (معظم الثوار كانوا من الطبقة المتوسطة )
وبالتالي فإن إعتصام التحرير أصبح عليه من السلبيات أكثر ما له من الإيجابيات في هذا التوقيت
ولعل فض الإعتصام بأسلوب متحضر وبإختيار الثوار أفضل بكثير مما قد يطرأ من أمور لا نعلمها ولا ندري مداها
أعلم أن التحرير رمز للثورة وأن الإعتصام قد أستخدم كوسيلة للضغط ولكنني أري أنه قد فقد تأثيرة هذه الأيام زاصبح كمرحلة اللا سلم واللاحرب
والطرف الأخر قد عدل من أخطاءه وبدأ يستخدم نظرية البونبون التي اراد أن يطبقها رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق والتي كادت لتنجح لولا موقعة الجمل التي جذبت تعاط الشعب نحو الثوار مرة أخرى

طيب لو فضينا الإعتصام هنعمل ايه وهنضغط إزاي؟
فيما يلي بعض الحلول التي قد يراها البعض فاتازيا ولكنني أراها منطقية وممكنة الحدوث بشرط إتفاقنا عليها و العمل على تحسينها لتصبح ممكنة التطبيق:
أولاً: يجب أن يتم إفراز قيادة لهذه الثورة فالميزة التي كنا نتباهى بها في ثورتنا أصبحت في هذه المرحلة وبالاً علينا
وأنا أقترح أن يتم عمل إنتخابات في العتحرير
إنتخابات نزيهه تعطي مثل للديموقراطية التي نريد أن نرى عليها بلادنا على ان تفرز هذه الإنتخابات عن 9 افراد يتحدثون بإسم الثوار وبشرط الا يتم إستثناء أي فصيل من القوى السياسية في الترشح لهذه الإنتخابات وفي نفس الوقت لا يسمح لمن تم إنتخابهم أن ينسحبوا من هذا المجلس إلا بعد تمام تحقيق المطالب لكي نتلافى إنهيار هذه المنظومة نتيجة للخلافات الداخلية
ثانياً: أن يتم تحديد المطالب -والتي سيتفاوض عليها هذا الجلس- في المطالب الرئيسية للثورة والبعد عن المطالب الختلف عليها ...فالجميع يريد محاكمات علنية وعادلة ولكن البعض يختلف على مبدأ الدستور أولاً أو افنتخابات أولاً

ثالثاً أن يتم عقد ندوة أو جلسة مناقشة بين مختلف القوى السياسية لتوحيد المطالب الأساسية للثورة و الحشد لمظاهرات لتنفيذ هذه المطالب مطلب مطلب
فمثلاً نبدأ بمطلب وقف المحاكمات العسكرية يتم الحشد لهذا المطلب وتوعية الشارع بأسبابه وأضراره لمدة أسبوعين من خلال الأنترنت والقنوات الفضائية والإعلام ثم يتم النزول في مليونية كبيرة لتحقيق المطلب وفي حالة عدم الإستجابة تتحول المليونية إلى إعتصام فقط في حالة أننا نضمن وجود حشد كبير للإعتصام
وفي حالة عدم توافر هذا الحشد فمن الأفضل عدم الإعتصام والإتجاه لعمل مسيرات سلمية في مختلف الأنحاء وذلك لحين تحقيق المطلب ثم يتم افنتقال للحشد للمطلب الذي يليه وهكذا
وأكرر أن يتم هذا على المطالب الأساسية والرئيسية فقط وأن نبتعد عن اي مطلب قد تختلف عليه القوى السياسية و الوطنية
رابعاً وأخيراً :بداية محاولات لفتح جلسات حوار بين معتصمي التحرير ومعتصمي روكسي ومحاولة الوصول لأرضية مشتركة لأن معتصمي روكسي مختلفين عن جماعة "أنا أسف يا ريس" وبعضهم ممن كانوا في التحرير لذلك وجب فتح حوار معهم لتوحيد الرؤى ووجهات النظر مرة أخرى

الكلام ده ممكن يبقى بالنسبة لناس كتير مجرد كلام نظري
لكن انا بقول لأ هو ممكن يتحسن ويطبق في الواقع العملي لو تم العمل عليه خلال الفترة القادمة والعوة ليه بدعوه صادقة تحمل القناعه بإمكانية تنفيذه



يوميات المتظاهر الصغير الجزء الثامن (إبتسم فأنت في حضرة شهيد)ء



القاهرة في 16/07/2011
اتسعت خطواتي وأنا أقطع شارع القصر العيني متجهاً نحو مستشفى القصر العيني الفرنساوي حيث ستخرج جنازة الشهيد مصطفى أحمد حسن الذى أصيب بطلق نارى يوم 28 يناير،
في الواقع لم أكن أدري ما أسمه
لم أقابله يوما في حياتي
لاأعرف حتي شكله
ولعني لم اكن أتصور في يوم من الأيام أن تجمعني به اي علاقة
حتى تواجدنا في شارع احد كان أمر صعب
فهو من سكان الإسكندرية وأنا من سكان القاهرة
لاأعلم ما قصة مصطفى ولا كيف اصيب
ولكن حين إتصلت بي إحدى زميلاتي لحضور الجنازة والمشاركة في المسيرة بعدها تحمست للفكرة
ليست الجنازة الأولى التي أحضرها ولا هو أو إحتكاك بيني و بين الموت فلقد واجهته في أقرب الناس إلى قلبي
ولكن هذه المرة الأمر مختلف
فانا سأذهب لتشييع شهيد
موقف لم نعتاده كمصريين
لم نراه إلا في الأفلام القديمة لحرب أكتوبر أو في الأفلام التي كانت تصور مقاومة الإنجليز
تلك الجنازات الشعبية المهيبة التي يخرج فيها الشعب المصري بطوائفة لتشيع بطلاً جديداً من أبطاله يسطر سطرا جديداً بدمه في سطور تاريخ هذا الوطن
بدأت تلوح في الأفق الجموع وهي تحمل نعش "مصطفى"
وقتها كنت مقابلاً للجنازة لا خلفها
وبمجرد ان رايت النعش وجت هاتف بداخلي يقول
"إبتسم فأنت في حضرة شهيد"
لأول مرة أشعر أنني اتمنى أن أكون في مكان المتوفي الذي أشيعه
فهل هناك أجمل من دخول الجنة
وهل هناك أجمل أن تموت في سبيل هدف وقضية
والأجمل أن تحيي بموتك تلك القضية في قلوب الناس مرة أخرى
وما أسماها من قضية تلك التي مت في سبيلها يا مصطفى
إنها قضية وطن
جاوزني النعش وأنا أنظر إليه ثم بدأت بالسير خلفه
كنت أنظر إليه وتملأني التساؤلات
وتساءلت
ترى هل مر بما ممرت به لينزل من بيته في ذلك اليوم؟
هل كانت مشاعرنا واحده؟
هل كانت دوافعنا واحده؟
بم كان يهتف لحظة إصابته ؟
هل كان يسير وحيداً ؟أم خرج مع أصدقاءه ؟
أين أصيب؟(لم أمن أعلم وقتها أن مصطفى مات في الإسكندرية)
هل هنا في شارع القصر العيني حيث نسير بجثمانه الطيب
أم في ميدان التحرير
أو لعله أصيب بجواري ونحن نمر من ميدان الجلاء متجهين إلى كوبري قصر النيل في ذلك اليوم
وكانني أعيد نفس المشهد مرة أخرى
ولكنها لم تكن جنازة في ذلك اليوم
كانت ميلاد جديد
ميلاد لكل مشارك
الشعب المصري يعلن ميلاده
ليس الشعب المصري كله فقط
بل كل فرداً منفصلاً فيه يولد من جديد
يصحح أراءه
يعدل من إتجاهته
يغير من قناعاته