حل أزمة الثورة المصرية....بعد أحداث العباسية

أعلم ان رأي قد لا يمثل "صفر على الشمال" وسط كل هؤلاء الفطاحل من السياسيين والقانونيين والناشطين و الحقوقيين الذين يحاولون إعادة الثورة المصرية إلى مسارها مرة اخرى
ولكنه في النهاية رأي
يمكن مناقشته أو تحسينه للوصول لفضل النتائج
أو على الأقل هي وجهة نظر قد تكون منقحة بعيداً عن المهاترات السياسية أو أي أطماع شخصية (أخر حاجه بحلم بيها أني أمسك اي منصب قيادي في البلد دي بصراحه"

وخلونا الأول نشوف ونفهم "هو إيه اللي حصل؟؟"

اللي حصل و بكل بساطه هو إعاده للثمانية عشر يوماً بتوع الثورة بس من غير الأخطاء (عملولهم CUT)

اللي حصل إن يوم 8يوليو الناس توحدت على المطالب تاني بعد الأخبار المستفزه للإفراج عن العشرة ضباط المتهمين في قتل الثوار بالسويس وبعد الأحداث اللي اندلعت بعدها في السويس

نفس سيناريو الثورة

واتعملت مظاهرة يوم الجمعة والناس قررت ترجع تعتصم تاني

وقعدوا في التحرير

بس المره دي النظام كان ذكي

بدل ما يعمل إصلاحات سطحية وبعدها يعمل موقعة جمل تُكسب الناس تعاطف مع الثوار....عمل أنصاف حلول تبدو وكأنها تحقيق للمطالب وترك المعتصمين في إعتصامهم كما هم دون أن يصيبهم مكروه

فأصبح المشهد بالنسبة للمشاهد- وليس المشارك- مختلف

فهاهي مطالبكم تتحقق
وهاأنتم تتمتعون بالديموقراطية والحرية التي طلبتموها وتعتصمون بالتحرير دون أن يتعرض لكم أحد

وعلى الجانب الأخر يبدأ الإعلام الحكومي في غشعار المواطنين بأنهم في خطر حقيقي وان الجواسي مللوا البلد
والكاميرات الديجيتال بقت زووم 14x وده موع متطور ميمسكوش غير جواسيس بالذات لما يطلعوا يصورووا حاجات من فوق كوبري أكتوبر ...(نفسي أعرف إيه المناطق العسكرية اللي تحت كوبري أكتوبر!!!)

وزيادة في الحبكة الدرامية على المشاهد المسكين الجالس على الكنبه مفيش مانع ان يتم الكشف عن وثائق خطيرة تتهم حركة 6أبريل بأنهم عملاء وخونة وتلقوا تدريبات في الخارج ...لأ والتدريبات دي كانت عن إيه.....عن "الديموقراطية" وقلب نظام الحكم
يا سنة سوخه ياولاد كنا ناقصينهاا احنا الديموقراطية دي كمان
ونظام حكم ايه ده اللي عاوزين يقلبوه
ايوه يا سيدس ماحنا قلبنا نظام الحكم بتاع مبارك كش هي دي الثورة ولا ايه ما تصحصح معانا كده يا عم الحاج

الخلاصة انه تم تقسيم الناس الى "شعب" و "ثوار"
الثوار دول بقوا شوية العيال الصيع و الفاضيه اللي منساقين ورا مخطط كبير بيستهدف البلد وبيقودهم حركة 6أبريل الخونه والعملاء اللي واخدين تمويل من بره

والشعب اللي هو المواطنين الشرفاء الساكتين الهاديين الحلوين اللي متبتين في الإستقرار على الكنبة بإديهم وسنانهم

أي واحد حضر مظاهرات  25يناير  ومظاهرة العباسية 23 يوليو  يقدر يفهم الفرق اللي بتكلم عنه دلوقتي
اليومين مكانش عدد الناس فيهم كبير قوي (مش مليونية يعني)
وكان المشاركين شريحة معينه (معظمهم طبقة متوسطة وناشطين)

بس الفرق كان في رؤية الناس للحدث

لما كنا في المسيرات في 25يناير الناس اه مكانتش مشاركة لكنها كانت مؤيده ومباركه للي بيحصل
وده عكس تماماً اللي كان حاصل يوم العباسية
الواقع إن الناس كانت متضايقه جداً ومتنرفزه
وهديكم مثال
تخيلوا واحد جي بعربيته من التحرير لمصر الجديدة
هيجي يدخل ميدان التحرير هيقولوا له مقفول عشان الإعتصام بعد شوية مش هيعرف يعدي من شارع رمسيس عشان المظاهرة
حبه وهيلاقي مدرعات واقفه في وشه عند العباسية عشان المظاهرات اللي جاية مع الأخذ في الإعتبار إن الراجل ده مواطن عادي مالوش في السياسة قوي أو متابع ضعيف تفتكروا ساعتها هيتعاطف مع المظاهرة أو التحرير؟؟؟

اللي عاوز أقوله إن المظاهرات وميدان التحرير ما هي إلا عناصر ضغط للوصول لتحقيق المطالب وكلنا عارفين ده

لكن اللي حاصل دلوقتي انها تحولت من اسلوب بنضغط بيه للحصول على مكتسبات
إلى اسلوب بيؤخذ علينا بيه

زمان لما كانوا بيقولوا على اللي في التحرير بلطجية وصيع كنا بنرد نقول انزل وشوف بعينك لأننا كنا بنبقى عارفين كويس ان الصورة مختلفة
لكن دلوقتي مفيش شك اننا مش قادرين نعمل كده لأن الأمور أصبحت مختلطة
والزوار في التحرير اصبحوا أكثر من الثوار
وثوار يناير معظمهم لا يستطيع الأن ان يعطي كامل وقته وجهده للثورة لما يرتبط به من عمل وإلتزمات وخلافه (معظم الثوار كانوا من الطبقة المتوسطة )
وبالتالي فإن إعتصام التحرير أصبح عليه من السلبيات أكثر ما له من الإيجابيات في هذا التوقيت
ولعل فض الإعتصام بأسلوب متحضر وبإختيار الثوار أفضل بكثير مما قد يطرأ من أمور لا نعلمها ولا ندري مداها
أعلم أن التحرير رمز للثورة وأن الإعتصام قد أستخدم كوسيلة للضغط ولكنني أري أنه قد فقد تأثيرة هذه الأيام زاصبح كمرحلة اللا سلم واللاحرب
والطرف الأخر قد عدل من أخطاءه وبدأ يستخدم نظرية البونبون التي اراد أن يطبقها رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق والتي كادت لتنجح لولا موقعة الجمل التي جذبت تعاط الشعب نحو الثوار مرة أخرى

طيب لو فضينا الإعتصام هنعمل ايه وهنضغط إزاي؟
فيما يلي بعض الحلول التي قد يراها البعض فاتازيا ولكنني أراها منطقية وممكنة الحدوث بشرط إتفاقنا عليها و العمل على تحسينها لتصبح ممكنة التطبيق:
أولاً: يجب أن يتم إفراز قيادة لهذه الثورة فالميزة التي كنا نتباهى بها في ثورتنا أصبحت في هذه المرحلة وبالاً علينا
وأنا أقترح أن يتم عمل إنتخابات في العتحرير
إنتخابات نزيهه تعطي مثل للديموقراطية التي نريد أن نرى عليها بلادنا على ان تفرز هذه الإنتخابات عن 9 افراد يتحدثون بإسم الثوار وبشرط الا يتم إستثناء أي فصيل من القوى السياسية في الترشح لهذه الإنتخابات وفي نفس الوقت لا يسمح لمن تم إنتخابهم أن ينسحبوا من هذا المجلس إلا بعد تمام تحقيق المطالب لكي نتلافى إنهيار هذه المنظومة نتيجة للخلافات الداخلية
ثانياً: أن يتم تحديد المطالب -والتي سيتفاوض عليها هذا الجلس- في المطالب الرئيسية للثورة والبعد عن المطالب الختلف عليها ...فالجميع يريد محاكمات علنية وعادلة ولكن البعض يختلف على مبدأ الدستور أولاً أو افنتخابات أولاً

ثالثاً أن يتم عقد ندوة أو جلسة مناقشة بين مختلف القوى السياسية لتوحيد المطالب الأساسية للثورة و الحشد لمظاهرات لتنفيذ هذه المطالب مطلب مطلب
فمثلاً نبدأ بمطلب وقف المحاكمات العسكرية يتم الحشد لهذا المطلب وتوعية الشارع بأسبابه وأضراره لمدة أسبوعين من خلال الأنترنت والقنوات الفضائية والإعلام ثم يتم النزول في مليونية كبيرة لتحقيق المطلب وفي حالة عدم الإستجابة تتحول المليونية إلى إعتصام فقط في حالة أننا نضمن وجود حشد كبير للإعتصام
وفي حالة عدم توافر هذا الحشد فمن الأفضل عدم الإعتصام والإتجاه لعمل مسيرات سلمية في مختلف الأنحاء وذلك لحين تحقيق المطلب ثم يتم افنتقال للحشد للمطلب الذي يليه وهكذا
وأكرر أن يتم هذا على المطالب الأساسية والرئيسية فقط وأن نبتعد عن اي مطلب قد تختلف عليه القوى السياسية و الوطنية
رابعاً وأخيراً :بداية محاولات لفتح جلسات حوار بين معتصمي التحرير ومعتصمي روكسي ومحاولة الوصول لأرضية مشتركة لأن معتصمي روكسي مختلفين عن جماعة "أنا أسف يا ريس" وبعضهم ممن كانوا في التحرير لذلك وجب فتح حوار معهم لتوحيد الرؤى ووجهات النظر مرة أخرى

الكلام ده ممكن يبقى بالنسبة لناس كتير مجرد كلام نظري
لكن انا بقول لأ هو ممكن يتحسن ويطبق في الواقع العملي لو تم العمل عليه خلال الفترة القادمة والعوة ليه بدعوه صادقة تحمل القناعه بإمكانية تنفيذه



هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم

    أعتقد فكرة انتخابات ديمقراطية لاختيار قيادة للثوار فكرة جيدة ولنفكر جديا في كيفية تحقيقها وخروجها للنور.

    محمد

    ردحذف
  2. أفكار ممتازة !
    فهل من مجيب ؟

    ردحذف