السادة المسؤلين عن هذه البلاد.....اياكم و إحباط هؤلاء الشباب

منظر حضاري و جميل تطالعه عينيك أينما تسير في شوارع القاهرة هذه الأيام
الشباب و البنات يملؤن سماء مصر و أرضها إيجابية و تحضر
فمن حملات التنظيف الى الدعوات لنبذ العادات السيئة و نشر الثقافة 
بالإضافة لحالة الإنتماء و الحب اللا نهائية التي تسود بينهم و بين مصر هذه الأيام
حالة حب جعلتك لا تشعر بعيد الحب أو المولد النبوي أو غيرها من الأعياد التي كنت تشاهد مظاهر الإحتفال بها صارخة في كل مكان
أما الأن فلا صوت يعلو فوق صوت البناء و الإيجابية وما هو مفيد لهذا الوطن
احلاماً و طموحات ترفرف فوق رؤسهم وهم ينظفون الشوارع و الميادين
يحلمون بوطنهم
وطن لهم فيه حرية الإختيار و التعبير
وطن يستوي فيه المواطنين جميعاً أمام القانون
وطن لا يعيبه قلة موارده مادامت لديه خطة لزيادتها
وطن يتحملون ألا يعيشوا فيه مرفهين على أن تنفق الأموال في مشارع للتنمية
و لخلق غد أفضل لهم ولأبنائهم
وطن يتباهون به امام أصدقائهم بالخارج
و يدعونهم لزيارته بلا حرج
وطن يشتاقون اليه ان تركوه لا يشتاقون الى أن يتركوه 
السياسة أصبحت هي الشغل الشاغل للجميع الأن
المقاهي غيرت محطات التليفزيون من محطات الأغاني و المنوعات الى القنوات الإخبارية
كلمة "الرئيس القادم و الرئيس السابق" أصبحت كلمة عادية نتداولها بصفة دورية
أخبار موسم الإنتقالات الشتوية تراجعت أمام أخبار التعديلات الدستورية
المحصلة أن المشهد العام عبارة عن لوحة متكاملة من التحضر و الإيجابية
أخشى ما أخشاه هو أن يصيب الإحباط هؤلاء الشباب
ان تتبخر أحلامهم و طموحاتهم في سماء الطامعين و المتسلقين أو حتى المتخاذلين
أن تتحطم أمواج الإيجاية و الإنتماء على صخور البيروقراطية و الإنتهازية
فتتحول كل هذه الطاقة الإيجابية إلى طاقة شديدة السلبية
فنداء الى كل مسئول عن هذا الوطن ايا كان موقعه أو مدى مسئوليته
اياكم و أن تحبطوا هذا الشباب
اياكم وان يفيق الناس من هذا الحلم على كابوس سيصعب وقته التخلص منه
اياكم و الشعور العام بالإحباط
فبقدر ايجابية هؤلاء الشباب الأن
بقدر ما تكون سلبيتهم اذا ما تحطمت احلامهم و تم إحباطهم
ولا تلومنهم وقتها



لا تلوموا إلا أنفسكم


إقرأ ايضاً:إبحث مع الشعب  

هناك تعليق واحد:

  1. وطن يشتاقون اليه ان تركوه لا يشتاقون الى أن يتركوه
    حلوة...

    ردحذف