مشهد مؤسف من ميدان التحرير

أعلم أنه لاصوت اليوم يعلو على صوت الفتنه

وأعلم أننا جميعنا يكاد الخوف أن يعصف بقلوبنا عصفاً
وأعرف سؤال يدور بداخلك الأن عزيزي المشارك بالثورة
"هي هتبوظ مننا ولا إيه؟؟؟؟!!!!"
وأعرف يأساً بدأ يتسلل بداخلك عزيزتي المشاركه بالثورة في شكل جملة تطرأ إلى ذهنك وأنت مطأطأة الرأس في حزن تتابعين الأحداث
"الظاهر مفيش أمل"
وأعلم أن الأمر ليس الفتنة و حسب
فالكثير من الأمور ليست كما تمنينا
الكثير من المشاهد ليست كما رأينها
والكثير من الأصوات ليست كما سمعناها
وأحلامنا بعد لم تكد تصل لمنتهاها
ولن أحاول أن أضفي على كلامي نبرة تفاؤل أمتلكها بالفعل وأقول لكم بهدوء دعونا ننظر للأمور من زاوية أخرى
أو أن أقول لكم أنظروا لنصف الكوب الممتلئ
ولكني سأقول لكم أنني أمتلك وجهة نظر وسأطرحها
قد تكون صحيحة أو خاطئة سأترك لكم الحكم في هذا الأمر 
ولكن يمكنني أن أقول أنها وجهة نظر نابعه من نظره بعيده لأمور
نظرة بعيدة عن التفاصيل الدقيقة 
والأخبار المتواترة والتي تتباين بين الجيد و السئ كل دقيقة
حتى صرنا لاندري أي مشاعر تظهر على وجوهنا
مئة يوم أو أكثر مرت منذ أن كنا كلنا مجتمعين في ميدان التحرير
مئة يوم مرت منذ أعلن كل منا أنه إبن أصيل من رحم هذا الوطن المبارك
مئة يوم منذ أن تحررت عقولنا وأطلقت أقلامنا تعبر و تكتب و تحلم بغد ليس فقط أفضل ولكن أروع 
ولكن لم تمر هذه المئة يوم علينا وحدنا
بل هي مئة يوم تحررت فيها العقول السيئة كما تحررت الجيدة
مئة يوم مرت ونحن لا نكاد نصدق
أنا وأنت لا نكاد نصدق أننا أصبح لنا مكان فيها
و أخرون أيضاً لا يكادون يصدقون لم يعد لهم مكان فيها
مئة يوم أخرجت الأفكار البناء منها و الهدام
خرجت كل تلك الأفكار تتسارع وتتزاحم وتتلاطم
بعض هذه الأفكار جميل بناء منقح ومزين 
وبعضها سئ كئيب هدام وقبيح
ولكن هناك نوع ثالث
نوع من الأفكار كان في أصله جيد
ولكنه ونتيجة لكبته و كتمه لسنين و سنين
نمى و ترعرع في بيئة سيئة 
فخرج يطل علينا بشكل قبيح
تماماً كالطعام الجيد الشهي الذي يترك دون أن يحفظ بشكل جيد 
فيفسد
اتركوا كل هذه الأفكار تظهر 
اتركوا الروائح الكريهة تخرج و تتبخر في السماء
وفي النهاية لن يبقى سوى الأفكار الجميلة
صدقوني لا أحد يتناول الطعام الفاسد
فقط علينا أن نتحمل تلك الرائحة
وان نتحمل عبء تنظيف المكان
إخواني الثورة لم تنتهي
أحزن حين نقول أن الثورة استمرت لثمانية عشر يوم فقط
كلا الثورة مستمرة طالما هناك تحديات
طالما الوضع لا يرضينا
طالما العقول لم تتغير 
والثقافات مازالت تتحجر
لا تتخاذلوا
فأنا و أنتم نعلم أن المثقفين و المستنيرين في هذا الوطن قليلون
ونعلم أن الباقين لا حول لهم ولا قوة 
فقد قضى على عقولهم وأفكارهم نظام قمعي بائد 
جعل أفكارهم تبدو كجنين غير مكتمل لا يقوى على الحركة 
لاتبدو حتى هويته إن كان ذكر أو أنثى
قليلون هم من قاوموا هذا التشوه الفكري
ومن كان يقوى أن يقاوم؟
قليلون هم من بدأوا تلك الثورة
ثلاثون ألفاً فقط في التحرير يوم 25 يناير
ولكن مليونا كانوا في التحرير بعد إصرار الثلاثون ألف
هل سنتخاذل
هل سنيأس بعد مئة يوم
هل سنخذل أولئك الذين لاحول لهم ولا قوة الذين ينظرون إلينا بعين كلها ترقب وإنتظار
هل ستنهار لمجرد أن صفعك أحدهم بكلمة "أدي الثورة يا عم واللي أخدناه منها"
هل سنتراجع و نكتفي بثمانية عشر يوم من التحضر و الحرية 
أكاد أجن حين أشاهد مدى التحضر و التنوير و الثقافة التي يتمتع بها بعض أبناء هذا الوطن
أخرجوا إلى أرض الواقع وكافحوا لنشر أفكاركم
أدفعوا ثمن العقل و الفكر الذي منحكم إياه خالقه
أتعلمون لم يطل علينا الوجه القبيح للثورة اليوم
لأن من قاموا بالثورة ليسوا بالمشهد الأن
أبطال المشهد الأن ليسوا من قاموا بالثورة 
بل من قامت من أجلهم الثورة
من قاموا بالثورة هم المطالبون بالتغيير
بينما أبطال المشهد الأن هم المطلوب تغييرهم
هل ستتركون أدوار البطولة لأصحاب الأدوار الثانوية
أسف أقصد لم لا دور لهم أصلاً
فلم يكن لهم دوراً بالأمس ليحصلوا على دور اليوم
يا شباب التحرير
أنتم الوجه الجميل لتلك البلاد
فلا تنسحبوا من المشهد فلا يبقى سوى الوجه القبيح
لقد قدر لكم أن تكونوا أنتم جيل الثورة 
و ثورتنا لا تنتهي بالأيام
بل بالأحداث 
فحينما نصل لما بدأنا ثورتنا من أجله فقد أنتهت ثورتنا 
وطالما لم نصل إليه فلا نغادر مواقعنا في تلك الثورة
تغيير ...حرية....عدالة إجتماعية
تلك هي مطالبنا 
ضعوها أمام أعينكم طوال الوقت
ولا تهدأوا إلى أن تتحقق


على هامش أحداث الفتنة الطائفية

هناك تعليق واحد:

  1. الموضوع جد خطير ولكنه ليس بمستحيل فالشباب ذو القلب النابض بالحريه والفكر لن يخفق فى تحقيق اهداف الثورة ولكن دعنى اقول رايى المتواضع الذى قد يصاحبه كثيرا من الخطأ قليلا من الصواب الثورة انجزت اول اهدافها فى ثمانية عشر يوما وليس كل اهدافها نعم هو كان الاكبر والاصعب ولكن بقى الاهم والاشمل نحن فى حاله ثورية ويجب على الثوريون متابعة ماقاموا به ليس اعتصاما ولكن عمل حقيقى على الارض فالثورة لان تكمل نفسها بنفسها دون محركوها ومديروها دعنى اخى الكريم اطرح سؤلا 0 كم عدد من كانوا مقتنعين بالثورة ويبيتون بميدان التحرير بعد جمعة الغضب ليس التحرير فقط ولكن كل انحاء الجمهورية ؟ قرأت بعض الاحصائيات تقول انهم كانوا ثمانية ملايين فى انحاء الجمهورية او يزيد يعنى بحسبه بسيطه واحد من كل عشرة كان موجودا للتأييد وكم اسنا او مواطن كان يدعم هذا التغيير فى المنازل هم باقى افراد الوطن فلنتحرك من هذه الارضيةتحركا سريعا وعلى ارض الواقع لتكوين لجان وطنيه للتماسك والدفاع هذه المره عن ثورتنا وهويتنا ليس فقط عن البيوت والسرقات منها فهذه المره السرقة اكبر فهى سرقة وطن وهوية وسرقة ثورة اخوتى ابنائى واحبابى الجيل العظيم صاحب الثورة المباركه ينقصنا الاصرار والمثابره والا نتخلف عن المبادئ التى وضعتوها وننتظر ان تتحقق وحدها او ان تحركها هذه الحكومه المثقله بالهموم فهلموا هلموا لانقاذ ثورتكم وبلدكم هلموا ياشباب هذه الثورة لن يحل المشاكل لاحكومات ولا احد من خارج الثوريون (فلن يحك جلدك مثل ظفرك ) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وسعيدة مبارك عليكم اهلى وبنى جلدتى

    ردحذف