يوميات المتظاهر الصغير الجزء الثاني



تعودت أن أتعامل مع جهاز الشرطة المصرية بطريقة "يا نحله لا تقرصيني ولا عاوز منك عسل"
ده اذا كان في عسل أصلاً
و كان دايما بينتابني حالة هيستيريا لمجرد دخول اي قسم شرطة أو الإحتكاك باي ضابط
و سبحان الله انا لا ليا قرايب في الشرطة ولا صحاب ولا حتى صحاب صحابي يعرفوا حد في الشرطة
مما كان يزيد الأمر تعقيدا بالنسبة لي في التعامل معهم
و عامة أنا علاقتي بالحكومة متوترة من زمان من أيام ما كان أسمي مكتوب غلط في بطاقة الرقم القومي و أستغرق تصليحه 7 سنوات لإضافة نقطه ليتحول أسمي من أوبس الى أويس وياريتهم عملوها ببلاش
و كان يزيد من حالة الشرطةفوبيا دي فيديوهات التعذيب التي بدأت تنتشر و بشكل مستفز و مقزز على يوتيوب
فانتشار هذه اللقطات تعني أن عملية التعذيب ليست مسألة استجواب فقط 
وان البشوات مضطرين يعملوا كده مع نوعية معينة من الناس عشان المجرمين ولاد التيييييت مش بيعترفوا غير كده
لأ ده الموضوع تحول لتلذذ و استمتاع بالتعذيب 
وده معناه اننا بنتعامل مع ناس سيكوباتيين (معقدين نفسياً يعني)
و المعقد نفسياً ده مش هفرق بين استاذ اجامعة و الحشاش 
كله بالنسبة له ماده جيدة للتعذيب
بالعكس استاذ الجامعة او الناس المحترمين عامة ممكن يكون أكثر إثارة بالنسبة له من منطلق انه مش بيشوف من العينة دي كتير
يبقى نحتك بيهم ليه أصلاً
قلتهم أحسن
لكن موضوع عدم الإحتكاك ده ماكانش هينفع في الوقفة التانيه اللي دعى ليها الجروب بتاع خالد سعيد
و ده لأن الأمن المره اللي فاتت لاحظ ان العدد كان كبير و ملحوظ فقرر انه يجهض العملية المره دي
طيب أعمل ايه؟؟
لو قعدت في بيتنا أبقى جبان وأستاهل اللي يجرالي بعد كده
و لو نزلت مش ضامن هيعملوا معانا ايه
المهم استغليت عقليتي الفذه و قررت أني مش بس هقف ده انا كمان هسخر منهم
فكرة وقفات خالد سعيد الصامته كانت انك بتلبس اسود و بتقف على كورنيش النيل أو البحر لمدة ساعه في اي حته في مصر
مفيش كلام
المسافة بينك و بين اللي جنبك متر
ممنوع الإحتكاك مع الأمن
نزلت أخدت لفه بعربيتي قبل ميعاد الوقفه كده ليتلك الكباري كلها مرشقه 
اشي بوليس على مباحث على أمناء شرطة
قمت ضحكت ضحكة ساخرة من بتوع أدهم صبري زمان و قمت نازل على العجوزة و رحت مرسى للمراكب
في اليوم ده لبست أسود و نزلت أجرت لنش صغير وقفت عليه من قدام و عديت من تحت كل الكباري وانا واقف لمدة ساعة
و طبعا بعض السادة الضباط شافوني اعتقد ان شكلي كان باين
بس معرفش بقى هما طنشوا ولا ماكنوش عاملين حسابهم حد يقفلهم في النيل 
الله أعلم
بس نزلت من اللنش وانا ايه حاس اني أجمد واد في مصر
وان انا الي ضحكت عى الشرطة المصرية كلها بجلالة قدرها وسلملي على حبيب العادلي



مع كل وقفة من الوقفات دي كان في حاجة بتتكسر جوايا و حاجة تانيه بتتبني
الحاجة اللي تتكسر كانت حاجز الخوف
فبعد ما كنت داخل على جروب كلنا خالد سعيد ده بأسم وهمي دخلت بأسمي الحقيقي
و بعد ما كنت بخاف انشر اي كليب أو صور فيها كلام عن السياسة أو الريس أو كده بقيت بنشر الحاجات دي كتير
و حبه حبه كمان بقيت بتكلم مع الناس و بحكيلهم انا بعمل ايه
و بحس بايه بعد الوقفات دي و طبعا كنت بسمع تريقه من هنا لبكرة
بس مش مهم انا كنت مقتنع باللي انا بعمله و كمان مش هسمع نقد من واحد أصلا معملش حاجة خالص
على الأقل انا بعمل أضعف الإيمان قدام نفسي
اما الحاجة اللي بدأت تتبني فهي انتمائي للبلد اللي كان وصل لمرحلة التدمير الشامل نظرا لما نعانيه في بلدنا الموقر مصر
و عدم الإنتماء ده من وجهة نظري نابع من حاجتين
الأول :عدم وجود هدف موحد يجمع هذا الشعب باستثناء الكورة طبعا و اللي كانت سبب كبر في عدم الإنتماء لشدة تفاهة الهدف ده غير ان حتى الهدف التافه ده تحطم بخروجنا من تصفيات كأس العالم
الثاني :هو عدم شعوري بأن انا ليا اي لازمة في البلد دي لأن من الأخر البلد دي مش بتاعت اللي زيي
انا أخري افضل أشتغل عشان أحافظ على مستواياي الإجتماعي و المادي و أحوشل قرشين يستروني قدام و خلاص 
لكن عمري ما هكون صاحب قرار في البلد دي ولا رأيي ليه أي لازمة فيها و أصلا لو حاولت يبقالي رأي فمفيش أكتر من المعتقلات لإحتواء هذه الأراء
ولكن بعد وقفات خالد سعيد دي و بالذات الوقفة الأخيرة لما لقيتهم منزلين الأمن ,بتاع قلت الله.....؟؟؟؟دول أخدوا بالهم مننا!!!
معنى كده ان الأعداد اللي بتنزل مش قليلة؟؟
ايه ده البلد دي لسه فيها أمل ولا ايه؟؟؟
ثم الناس دي خايفة!!
دول خايفين من مجرد ان الناس تقف ساكته كده
امال لو الناس دي اتكلمت هيحصل ايه؟؟؟!!!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق