مبروك .....الرئيس حامل

لم أكن يوماً من أولئك الرجال الذين يؤمنون بان "الست مالهاش إلا بيتها"
أو من مرددي عبارة "الستات هيخربوها"
بل على العكس فإن من المواصفات الرئيسية في فتاة أحلامي ( ولو إن مابقاش في فتيات بييجوا في الأحلام حتى) أن تكون متفوقة في مجال عملها
ولكن مع ذلك فإنني أيضاً أعارض فكرة أن تعمل المرأة تحت ظروف عمل خاصة
بمعنى أن يتم تذليل كل العقبات و الصعوبات التي تواجه أي شخص في العمل من منطلق أنها "واحدة ست"
فمادامت المرأه قد قبلت التحدي في سوق العمل فيجب أن يكون هناك تساوي في التحديات
فليس من العدالة أن يجلس الرجل في العمل لساعات متأخرة و تغادر المرأة نفس العمل مبكراً "عشان مينفعش تتأخر" أو عشان "بابا بيزعق"
فمادامت المرأة قد طالبت بالمساواه فلتكن المساواة في كل النواحي سواء كانت الحقوق أو الواجبات
فإذا قبلت المرأة لهذه التحديات فمرحباً بها منافساً شريفاً متساوياً و قوياً مع الرجل لها كل الحقوق وعليها نفس الواجبات

ولا شك أنه في السنوات القليلة الماضية إستطاعت المرأة المصرية و في كافة المجالات أن تثبت جدارتها بل و تفوقها في بعض الأحيان مما رشحها لتولي الكثير من المناصب القيادية و الريادية
وبالطبع طبقاً للتطورات السياسية التي تشهدها الدولة حالياً بدأت بعض الأصوات - على إستحياء - في طرح فكرة أن تصبح المرأة رئيساً لجمهورية مصر العربية وبالرغم من عدم وجود إحدى المرشحات اللي عليها العين
ولكن لا ضرر من طرح الموضوع للنقاش

عندما نطرح فكرة تولي المرأة رئيساً للجمهورية فعلينا دراسة الأمر من عدة جوانب
أولاً: الجانب الشرعي
,وحينما نتحدث عن الجانب الشرعي نجد أن العلماء قد أفتونا في هذا الأمر من واقع نصين دينيين أحداهما من القرأن و الأخر من السنة
أما بخصوص النص القرأني فجاء في الأية الكريمة 













قال تعالى
((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ))
سورة النساء
رقم الآيه (34 )

وهنا يرى العلماء أن الله قد منح الرجل القوامة على المرأة و بالتالي لا يصح أن تولى المرأة على الرجل كرئيس
فقد فضل الله الرجل عن المرأة بمنحه القوة و الخشونة الازمة لكي يطيق ظروف العمل القاسية لأنه هو المسئول عن الإنفاق لقدرته على التحمل
و من هذا المنطلق أعطاه الله القوامه فهو يتحمل مسئولية العائلة بما لها من إمتيازات و ما عليها من إلتزامات


ولكن قد يرى أخر بأن القوامة هنا لا تمثل الرئاسة في العمل و الدليل على ذلك هو فتاوى الأزهر بجواز تولي المرأة لمناصب إدارية على الرجل وبالتالي فالأية القرءانية هنا توضح شأن أسري و ليس شأنا إجتماعياً بصفة عامة
فيجوز للمرأة أن تتولى القيادة متى توافرت فيها الكفاءة ولا يتعارض ذلك مع قوامة الرجل، فقوامة الرجل هي قوامة رعاية وإنفاق ولا تحول دون أن ترتقي المرأة مكان الصدارة متى كانت أهلا لذلك وهذا ما أفتى به فضيلة الشيخ عطية صقر –رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا-
وقد ولى عمر بن الخطاب الشفاء بنت عبد الله العدوية على السوق تحتسب وتراقب، وهو ضرب من الولاية العامة.
 وهذا رأي


أما بخصوص السنة فقد رجع العلماء لنص الحديث الشريف "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"
وبالتالي لا يصح أن تتولى المراة أمر الدولة
وفي تفسير أخر  لهذا الحديث إختلف العلماء و نقطة الخلاف هنا في تعريف الولاية
فهناك فرق بين الإمامة العظمة –الخلافة الإسلامية - وبين رئاسة الدولة، فإجماع المسلمين قد انعقد على عدم جواز تولي المرأة للإمامة العظمى، أما رئاسة الدولة فلا حرج في أن تعتلي هذا المنصب إذا رأى أهل الحل والعقد صلاحيتها لذلك شريطة ألا يتعارض ذلك مع دورها الأساسي في المجتمع وهو كونها أما وزوجا وهذا ما أفتت به فضيلة الأستاذة الدكتور سعاد صالح –أستاذ الفقه بجامعة الأزهر-
بمعنى أنه في حالة أن لدينا ولاية إسلامية يعيش تحت لواءها المسلمين أجمعين و يتولاها أمير المؤمنين فلا يجوز أن تتولى إمرأة هذا المنصب و من الأدلة التي دفع بها العلماء في هذه الحالة هو كون أمير المؤمنين من واجباته الخروج كقائد للجيش في الحرب و إمامة الناس في الصلاة و خطبة الجمعه وهو ما لا يجوز لأن تقوم به المرأة


أما رئاسة الدوله أو كما تسمى -بالولاية القطرية- فهي لا تستوجب أداء هذه الواجبات السابقة فهي في هذه الحالة رئيسة للدولة و للمسلمين داخل حدود هذه الدولة فقط و ليست أميرة للمؤمنين


والخلاصة أننا ومن الناحية الدينية نجد إختلاف العلماء وإختلاف العلماء رحمة و هو من عظمة الإسلام 
فالإسلام دين لا يتصف بالجمود 
 حيث يتيح للعلماء الإجتهاد و الإختلاف في بعض الأمور لكي نختار منها ما يتطمئن له قلوبنا و ما يتناسب مع أمورنا الحياتية وظروفنا السياسية والإقتصادية


وهذا يجعلنا نذهب الى
ثانياً وهو الجانب الإجتماعي :
فمسألة تقبل المجتمع للمرأة كرئيس تحتاج الى مجتمع شديد الوعي مارس و تعامل مع الديموقراطية و الحريات لعقود طويلة
و يعلم جيداً حدوده وواجباته تجاه المرأة
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا
هل لو رشحت المرأة نفسها كرئيس هيتم إنتخابها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة :حالياً.....طبعاً لأ
فمازلنا دولة تحارب من أجل محو أمية الرجل أساساً و ليس المرأه
و قد رأينا جميعاً ما حدث في أول تجربة ديموقراطية من خلال الإستفتاء على التعديلات الدستورية
و الذي تحول نتيجة لنقص الوعي و الثقافة الى مباراة بين المسلمين و المسيحيين وكأننا نستفتي على الدين وليس الدستور
فهل يظن أحداً الأن أن لدينا الأغلبية من العقول الراجحة التي ستتقبل المرأة رئيساً للجمهورية
وهل لدينا أصلاً المرأة التي لديها من الوعي الكافي و الثقافة لكي تصبح رئيساً للجمهورية دون الرجل؟


ورأيي الشخصي في هذا الأمر يأتي أيضاً من الناحية الإجتماعية
إن منصب رئيس الجمهورية هو المنصب الأعلى في الدولة
و الوصول لأعلى منصب في الدولة لا يتم إلا ببذل الكثير من الجهد و التعب
ووضع العمل على رأس الأولويات طوال فترة تدرحج الإنسان في مهام عمله
ولا شك أن الأمر يتطلب الكثير من التضحيات التي يقدمها الإنسان في سبيل الترقي في مناصب العمل و إثبات الكفاءة
ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد فتولي منصب رئيس الجمهورية في حد ذاته يتطلب تفرغ كامل لهذا الأمر فالرئيس ليس موظفاً ينتهي عمله في الرابعة عصراً ليعود لمنزله و يهنأ بحياته الشخصية
فالرئيس شخص يكرس نفسه لمنصبه فالدقيق من وقته تحدد مصير الألاف بل و الملايين من شعبه


فهل تصلح المرأة لأداء هذا الدور؟
الإجابة نعم بالطبع تصلح فالمراة إنسان كامل الأهلية أثبت تفوقه في العديد من المجالات
ولكن ها تضحي المرأة بحياتها الشخصية في سبيل الرئاسة؟
عارف أنك هتقولي طب ما الراجل هيضحي بحياته الشخصية
هرد عليك و أقول لك لأ الراجل حياته أساساً هي العمل
وزيادة المشقة في العمل إنما هي سبب لخلقة و تكوينه على صورته القوية التي لا تخلو من شئ من الخشونة
أما المرأة فعليها أن تضحي
و المشكلة هنا ليست تضحية إمرأة واحد
ايه المشكلة يعني لما واحد تضحي و ماتتجوزش خالص و تكرس كل جهدها لمنصب الرئيس؟
المشكله هنا هتبدأ من المنافسه
لأن الطموح هو دائماً الدافع نحو الإجتهاد في العمل
و بالتالي سيؤدي بنا طموح المرأة إلى تنازلها عن حياتها الشخصية و دورها الأساسي الذي يتمثل في إدارة العنصر الأولي من المجتمع وهو الأسرة لتحقيق هذا الطموح مما يؤدي إلى حدوث الخلل بالمجتمع كله بعكس الرجل الذي يتفق تحقيقة لطموحه مع دوره داخل أسرته


ولو فرضنا السيناريو الأخر و الذي يفترض وصول المرأة لمنصب الرئيس في ظل محافظتها على أسرتها و حياتها الشخصية
هتواجهنا مشكلة اخرى و هي خصوصية وضع المرأة في بعض أمور الحياة
فالمراة كائن حساس رقيق تحركه مشاعره و عواطفه في كثير من الأحيان وهو ما يتنافى مع بعض متطلبات منصب الرئيس و الذي قد يقتضي بإعمال العقل بشكل تام و فصل العواطف و المشاعر عن عملية إتخاذ القرار
وإذا إفترضنا تخلي المراة عن عواطفها ورهف أحاسيسها إذن فنحن نستنسخ رجلاً أخر!! يبقى لازمتها إيه بقى؟؟؟
و هنعمل ايه مثلاً لو رئيس الجمهورية كان في الشهر التاسع و البلد داخلة في حالة حرب؟
أم أننا سنشترط على سيادة الرئيس انه ياخد حبوب منع الحمل طوال فترة الرئاسة؟؟!!!
أوليس في هذا إنتقاصاً لحقها كإمرأة؟
فالخلاصة أن المرأة تصلح رئيساً
ولكن المجتمع لا يصلح بدون مرأه
وسعي المرأه نحو هذا المنصب يعني تخليها عن دورها الرئيسي في المجتمع وهو ليس القيام بالواجبات المنزلية بالطبع
ولكن هو المحافظة على إستقرار الوحدة الأولية في المجتمع و هي المنزل
ولا يعد هذا إنتقاصاً لحق المرأة
كما أنه لا يعفي الرجل من مسئوليته عن المحافظة على الإستقرار
ولكن إجتهاد الرجل في عمله و تفانيه فيه جزء من هذا الإستقرار ولا يجب أن يعمل طرفي العلاقة في ضمان الإستقرار في إتجاه واحد
فالرجل و المرأة كاليدين و الأرجل للأنسان كلاهما يحافظ على توازنه ولكن لا يمكن إستبدال طرف بأخر للحفاظ على نفس التوازن
فالعلاقة بين الرجل و المرأة علاقة تكاملية و ليست تطابقية
فالرجل يكمل المرأة و المرأة تكمل الرجل
ولو كان يمكن للأثنين أداء نفس الدور
لما خلق الله على صورتنا ذكر و أنثى


وده رأيي و ربنا يستر

هناك 3 تعليقات:

  1. Personally, I want to be with a feminine partner, one who is not cutthroat competitive and so forth. However, I disagree with the message of the post. I think it is an interesting philosophical and sociological thought, but a woman should be free to pursue her dreams and not be pushed down by such pressures, which I know you did not mean. In some societies, the man stays at home and the woman works, and in others they both equally share the responsibility. It can be odd for some, but it is up to each person to decide ya Owais. Quite frankly, I am the personal sufferer of a potential relationship ruined by the over-hardening of my potential partner's non-feminine side, but still a woman should never be discouraged to follow her own destiny. Society will adapt :)

    ردحذف
  2. مدونة حلوة أوي
    بس ليا ملحوظة علي كلامك بخصوص السيدة الرئيسة لما تبقي حامل ... و هي إن السيدة الرئيسة لن تكون في الثلاثين من عمرها ... السيدة الرئيسة لن يقل عمرها عن أربعين عاما حسب الإعلان الدستوري و صعب اوي إن واحدة عندها أربعين سنة تبقي حامل ...مش كده و اللا إيه ؟

    ردحذف
  3. انا رأيي هو مجرد وجهة نظر
    وانا نفسي الرئيس يبقى عنده 20 و25 سنه كمان مش مهم
    انا ضد الإقصاء بكل أشكاله
    لكن انا واخد الحما كمثال لمعوقات قد تعيق المرأه عن اداء دورها بشكل كامل في هذه الوظيفة بالاضافة للقصور الذي قد يحدث في الدور الأساسي الذي تلعبه المرأه في المجتمع
    لكن مش معنى كلامي اني رافض ترشح المرأه للمنصب
    انا بناقش الصلاجية
    وفي النهاية المطلوب هو الأصلح

    ردحذف