يوميات المتظاهر الصغير الجزء الرابع

الجزء الرابع
لمواطن المصري أصبح في الفترة الأخيرة مثقلاً بالهموم
ولم تعد الهموم كما كانت سابقا
فالهموم الأن تندرج تحت بند أساسيات الحياة
زي مثلاً الأكل و الشرب و النوم و المحافظة على نفس المستوى الإجتماعي و ليس المادي
باختصار القلق بقى من ضروريات و أساسيات الحياه
و القلق من الأكل و الشرب مبقاش مرتبط بأنك هتقدر تجيب الأكل و الشرب ولا لأ
 لكن تطور لأنك بعد ما تجيبه تبقى محتار تاكله ولا لأ
بمعنى أنك تجيب بطاطساية و تفضل تبصلها ....... يا ترى مسرطنه؟؟؟؟ و تبقى نفسك تحطها على جهاز كشف الكدب عشان تعرف كانوا بيرووها ميه حلوة ولا مية مجاري
أو انك تيجي تشرب كباية ميه من الحنافية فتفضل قربها من بقك و ترجعها تاني نتيجة انك مش قادر تنسى منظر الفلتر بتاع المية و البلاوي اللي طلعتها منه أخر مره كنت بتنضفه وما خفي كان أعظم

أو انك تبقى مشغول في القرار الأكبر و الأصعب و هي السؤال المطروح دائماً بشكل يومي في كل بيت مصري و عند كل فرد "أروح المشوار الفلاني ولا لأ؟؟؟"
كوبري اكتوبر كان بيمثل بالنسبة ليك كعداد العمر الذي يمر دون حساب
باختصار كانت الأمور الأساسية و الطبيعية تتحول الى اشياء قد تحصل عليها أو قد لاتستطيع
و اصبحت الأمور التفصيلية في حياتك تحتاج الى تفكير عميق لأنها قد تؤدي الى عواقب وخيمة (فما بالك بالقرارت الصعبة)


بالنسبة ليا أنا كانت القرارات الصعبة بتتعلق بالقرارات المتعلقة بالمستقبل
مستقبلي في الشغل و الخطوات اللي لازم اعملها 
أو مسألة الجواز و مين مناسب و هنستحمل بعض ولا لأ و هقدر على مصاريف الجواز ولا لأ وهكذا من المشاكل التي تشغل أي شاب في سني
لكن مسألة اني أبقى مش عارف أنام في يوم عشان بفكر في مصر دي كانت جديدة عليا!!!!!!!!
اني أبقى سهران بفكر في مستقبل البلد و ايه اللي هيحصل فيه وواجبي ناحية البلد دي ايه و مدى التضحية اللي المفروض اضحيه عشانها
و التضحية المرة دي كانت مختلفة عن اني هتخانق مع أهلي عشان أتجوز واحده مش عاجباهم
المسألة المره دي مسألة حياة بجد أو موت بجد..... 
فقد مرت الأيام سريعاً بعد أحداث تونس و تم تحديد يوم 25 يناير ليكون بداية شرارة للثورة في مصو قد تم إختيار هذا اليوم لعدة أسباب 
1- يتوافق مع عيد الشرطة وهو يمثل إعتراض على أعمال الشرطة القمعية و دفاعهم بوحشية عن النظام وإستخدام أساليب التعذيب 
2- عشان إجازة طبعا و سهل تجميع الناس في اليوم ده
3- يمكن الشرطة ياخدوا أجازة و مايجوش
بدات اتحدث مع اصدقائي في العمل عن الموضوع
بدأت أتحول من معارض من منازلهمالى معارض من منازلهم و أعمالهم
واحيانا عى الإنترنت كمان
انا مكانش عندي الشجاعة الكافية اللي تليني أدعوا الناس للنزول عل الأنترنت لكن كنت بدأت أوضح موقفي المعارض و بشده من خلال الفيديوهات اللي بنشرها و الحاجات اللي بكتبها
لكن لم اعلن لأي حد اني نازل
حتى أصحابي في الشغل لما بدأو يسألوني اذا كنت هنزل ولا لأ كنت بجاوب باني لسه بفكر
و كان مضايقني قوي فكرة ان شخص يربط نزوله في اليم ده بشخص تاني
الموضوع بالنسبة ليا ان قرار النزول مرتبط بنتيجة المعادلة التاية: انت واخد موقف معين و على استعداد انك تتحمل مخاطرة معينة في سبيل انك تعبر عن الموقف ده
يبقى ماينفعش تربط نزولك من عدمه بنتيجة المعادلة دي عند شخص تاني
المهم الموضوع ده بدأ يحسسني بمسؤلية زياده
أنزل ولا مانزلش
نزولي هيفرق؟
طب ولو اتمسكت؟هستحمل؟
ولو مت؟ مستعد؟
و جاءت الليلة الموعودة


الأثنين 24 فبراير 2011
الكمبيوتر مفتوح..... الهدوء يسود كل ما حولي الا من صوت قناة الجزيرة مشغله أغنية "ولعها ولعها ...شعلله شعللها "
وانا أتابع كل ما يستجد على جروب كلنا خالد سعيد وما يرفع من فيديوهات أو ما يقال من توجيهات على الجروب
لما تعبت أوي من التفكير قمت ماسك ورقة و بدأت أكتب الأتي:
أنا عاوز أنزل بكره ليه؟
1- انا بحب البلد دي قوي و يوم ما يكون فيها ثورة أو إعتراض على أوضاع غلط لازم أكون أول المشاركين
2- انا طول عمري بحب فكرة أني أكون بوصل رسالة للناس اللي حوالية و الرسالة المرة دي "متخافوش"
3-خروجي انا و اللي زيي كطبقة متوسطه ينفي عن هذه الإنتفاضة (مكنوش سموها ثورة لسه) انها انتفاضة حرامية أو ثورة جياع
4-خروج ابناء الطبقة المتوسطة سيكون حافز بلا شك لأبناء الطبقة الفقيرة لأن هما دول اللي فعلاً عندهم مطالب
5-عدم خروجي بكرة معناه اني استاهل معاملة هذا النظام لي كفرد من أفراد الشعب لأني مادام رضيت بظلمة و سكت عليه يبقى أستحمله
6-انا عاوز لما أكبر أعرف أعلم بلادي انهم يحبوا البلد وده ماينفعش الا اذا قلتلهم اني عملت حاجة عشان البلد دي
7-لو جرالي حاجة بكة ممكن أكون سبب في ان مصر كلها تفوق و تقوم فيها ثورة بجد
 في الجزء التاني من الورقة كتبت:
انا مش عاوز أنزل ليه؟
1- خايف على مستقبلي
2-خايف أفقد وظيفتي
3- مش خايف أموت لكن خايف يتقبض عليا وانا مش هستحمل اهانات أو بهدلة السجن واله أعلم اهلي هيعرفوا مكاني ولا لأ
و بعد ما كتبت الورقة دي كانت المعادلة بقت سهلة وواضحة بالنسبة ليا 
لو قعدت أبقى أولاً جبان لأني خايف و خوفي ده شخصي بحت لأني ولا متجوز ولا عندي عيال ولا أبويا و أمي عايشين
ثانياً هبقى أناني لأن كل الحاجات اللي أنا خايف عليها حاجات خاصة بيا انا بس ....حاجات ليها علاقة بان "أنا" أبقى كويس

بعد ما وصلت للنتيجة دي بقيت عارف انا نزولي معناه ايه و قعادي برضه معناه ايه
لكني كنت لسه برضه مش قادر أقرر 
أبقى في حالي زي كل الناس؟
ولا أبقى شجاع زي قلة من الناس؟  
وقررت اني هصلي استخارة وهأجل القرار لبكرة الصبح 
ودي كانت أول مرة أستخير فيها ربنا في أي حاجة غير موضوع الجواز

طبقاً لتعليمات و أماكن التجمع اللي كانت على الجروب كان المفرض نتجمع عند مسجد مصطفى محمد الساعة 12 
صحيت من النوم الساعة 11 لبست هدومي و صليت و نسيت أن أنا أصلاً كنت نايم وانا لسة بقرر
يبو ان الواحد لسه جواه سليم 
فطرتي رفضت اني اقى قاعد في بيتي و مش نازل أطالب بحقي في اليوم ده وو بدأت أتعامل مع الأمور على أني مش راجع للأوضة دي باليل تاني
بدأت أمسح الملفات الشخصية اللي مش عاوز حد يشوفها لو جرى ليا حاجة 
كتبت في ورقة أنا نازل فين و هعمل ايه و كتبت جواب لأخواتي فيه حاجة شبه الوصية 
توكلت على الله
ونزلت من البيت من غير ما أكلم اي حد
نزلت وانا لسه مجاوبتش السؤال اللي فات
هينفع؟؟
وبدات أحداث يوم 25 يناير
يوم فارق في حياتي الشخصية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق