عاااحبيبتي عاامصر عاامصر

طول عمري مش بتستهويني فكرة الوقوف في البلكونة و مراقبة الشارع
وده نتيجة ان المنطقة عندنا هادئة لدرجة انك ممكن تصور الشارع و تقعد تتفرج عله وانت قاعد في شقتك أحسن بدل الشحططة و الطلوع في البلكونة حيث انه مفيش اي حاجة بتحصل
لكن الأيام اللي فاتت  اكتشفت ان الوقوف في الشارع في مصر تجربة مثيرة جدا لم تتاح لي الفرصة بالمرور بها من قبل
ولكن نتيجة للحملة الشرسة اللي عاملها شباب مص على الزبالة اليومين دول بقيت بقعد في الشارع كتير بهدف التنظيف
تقدروا تقولوا اني بقيت من شباب الشوارع و ده التطور الطبيعي لأطفال الشوارع
و الجميل في تجربة الوقوف في الشارع دي اني اكتشفت ان الشارع هو المكان الوحيد اللي يصعب تصنيف الناس فيه
فبالرغم من اني كنت بنضف شارع جامعة الدول العبية و المهندسين إلا ان ده مكانش معناه ان كل الناس اللي بتمر في الشارع ده من ولاد الزوات
فالشارع ده هو مسار طبيعي لمتجهين من بولاق لأمبابة أو الكيت كات و العكس
و الأكثر إثارة في التجربة دي هي اننا كنا واقفين بنعمل حاجة بتستفز الناس سلباً أو إيجاباً
اذن احنا كنا بنتفرج على ردود أفعال الناس بمختلف ثقافاتهم على حدث معين ألا وهو تنظيف الشوارع
واسمحوا لي اقول اني اتصدمت
ايوه اتصدمت بكل ما تحمله الكلمة بالمعنى
بالطبع لم اصدم من الناس اللي كانت بتحيينا و بتشكرنا على الي بنعمله لأن ده أمر طبيعي
ولا اتصدمت من الناس اللي مكانتش بتعلق لأن ده برضه أمر طبيعي
و أكيد كنت مبسوط جداً من بعض الناس اللي كانت بتيجي تسألنا نساعد ازاي
او الناس اللي كانت بيبقى في ايدها ورقة وبتسألنا نميها فين(ماعتقدش انه كان بيعمل كده قبل كده)
أنا اتصدمت من تصرفات بعض الناس اللي مقدرتش ألاقي ليها اي تفسير
زي مثلاً شخص كان راكب في عربية نوبيرا سودا ولما عدى من جنبنا فضل يقول
الله يكرمكم انتم خيرة شباب مصر مصر هي أمي مصر محتجالك يا رأفت 
و بعد ما مشي من جنبنا ب 2 متر قام رامي ورقة في الشارع
بعد وصول ضغطي ل 240 على 160 من اللي انا شفته طلعت أجري ورا الراجل ده و كان نفسي أسأله سؤال واحد بس 
انت بتعمل كده ليه؟؟؟؟؟
بعد شوية ظهر لنا فئه تانية من الناس انا فضلت اسميهم "النازحون من بولاق الدكرور"
الولاد دول جم وقفوا يتفرجوا ويبحلقوا فينا شوية لدرجة اني كنت بدأت أحسس على رأسي لحسن أكون نسيت و نزلت من مركبة الفضاء وانا لسه لابس الخوذه
و بعد شوية قرب مني واحد من الأولاد دول و كان صابغ "جزء" من شعره باللون الأشقر 
و مش عارف الجزء ده من باب الروشنة ولا علبة الصبغة خلصت
المهم قرب مني كده و قام قايللي 
"أكابتن محتاجين مساعد"
الألف اللي قبل كابتن دي مش غلطه في الكتابه لأ هو قالها كده مع التدقيق في كلامه على حرف العين!!!!
فرديت علية بإبتسامة لأ شكراً و بعدت عنه
بعد شويه فهمت الولد ده كان قصده ايه بمسعدة لما لقيت البات اللي معانا بيزعقوا و بيتخانقوا معاهم
المهم رجعت تاني بسرعة و بدانا كلنا زعق في العيال دي بس بلا جدوى
الملاحظ ان كلمة "الإحساس نعمة" اللي كانت مكتوبة على التوك توك اللي كانوا جايين بيه هي بالنسبة ليهم مجرد شعارات
و الدليل على كده اننا لما اتلمينا كلنا على الأولاد دول دأو ينسحبوا و هم يؤدون بعض الحركات الراقصة مرددين أغنية
"عا حبيبتي عامصر عامصر"
و برضه حرف العين ده ليس خطاَ إملائياً 
هما كانوا بيقولوها ده
انا بحاول أرسم رسم دقيق للفئة دي لأنها فعلاً مسببه ليا قلق
 في كتير مننا عارفين الفئة دي
الفئه دي هي مجموعة من المراهقين مكانوش بيبانوا غير في الأعياد
و سبحان الله تلاقيهم فجأة كلهم انتشروا في البلد في العيد و إختفوا فجأة برضه بعد كده
الطبقة دي مش مقصود بيهم الطبقة الفقيرة
ولا الطبقة المتندية إجتماعياً
لأن مثلاً الميكانيكي اللي بيصلحلي عربيتي أكيد إجتماعياً مش قوي بس هو مش عامل زيهم
كمان الراجل اللي واقف بيمسح زجاج العربيات في محطة البنزين ده أكيد من الطبقة الفقيرة بس برضه هو مش زيهم
أعتقد ان إحنا ممكن نعطي مثل ليهم يقرب الصورة من ذهن الناس
احنا ممكن نقول ان الناس دول بيمثلهم و بشدة سواقين التوك توك حت سن 15 سنه
ودايماً بتلاقوا صورهم محطوطة في الجرائد تحت عنوان "تحرشات العيد"
هاااا عرفتوهم دلوقتي؟؟؟
الطبقة دي بتمثل مشكلة كبيرة قوي
لأنهم مفسدين بطبعهم
وانا مش عارف هل ده نتيجة إتراضه على ظروفه في المجتمع
ولا هما تبع  الماسونية ولا ايه حكايتهم بالظبط
الطبقة دي اذا أرادت اسرائل ان تنهي على مصر فما عليها الا ان تعمل على توسيعها
احنا زمان كنا بنضرب المثل بطبقة سائقي الميكروبصات
وماكوناش نتخيل أبداً اننا نلاقي في طبقة أقل منهم أخلاقياً
و السؤال الذي يطرح نفسه
ليه الراجل اللي راكب السيارة النوبيرا السوداء ده رغم ان مظهره يدل على انه متعلم كان موقفه لايختلف كثيراً عن موقف الأولاد اللي حاولوا يضايقونا ونا بنشتغل
المحصلة في النهاية واح
وهي إفساد شئ جميل دون الشعور بأدنى مسؤلية تجاهه
و السؤال هنا ممكن ياخد بعد تاني
الا وهو:
هل المسألة مسألة نظافة ولا هي مسألة ثقافة
بمعنى هل هما عملوا كده عشان هما مش مهتمين بإن الشوارع تكون نظيفة
ولا هما مش مهتمين بإن البلد تتقدم من أساسة
ولا هل هما مش عاوزين البلد تتقدم إنطلاقاً من مبدأ واحنا كنا خدنا منها ايه؟؟
يبدو أن المشكلة الثقافية في مصر أعمق من ان يتم حلها بالحوار أو بالترشيدو النصح
لأن الكثير ممن ستقوم نصحهم سيتعامل معك معاملة الأراجوز اللي بيقول كلام"يضحك قوي"
و يبدوا أيضاً اننا لدينا مصيبة كبيرة لا نعلم مداها تسمى "الأمية المقنعه"
و دي حاة مش هنقدر نعرف مداها لأنك صعب صنف ال 800000 اللي بيطلعوا من الثانوية العامة كل سنه دول مين منهم متعلم بجد و مين متعلمش حاجة
بل انه من الواضح ان بعضنا يكتسب من التعليم بعد العادات السلبية و ليس الإيجابية
يا ترى ايه الحل؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق